ويُعتبَر هذا الموقف من الحكومة البريطانية تحوُّلًا مهمًّا في سياستها التقليدية، لا سيما وأنَّ «ستارمر» شدَّد على أنَّ بلاده "ستتَّخذ القرار قبل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة"، المقرَّرة بين 9 و23 سبتمبر في نيويورك، أي قبل الموقف المعلَن من قبل فرنسا التي تعهَّدت بالاعتراف بالدولة الفلسطينية من دون شروط، خلال الاجتماع الأممي المقبل.
وجاء في بيان🔗 صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني أنَّ الاعتراف بدولة فلسطين يُعد خطوة ضرورية على طريق حل الدَّولتين، الذي ينصُّ على قيام دولة إسرائيلية وأخرى فلسطينية تعيشان جنبًا إلى جنب في سلام – وهو الطَّرح الذي بقي حبيس النقاشات الدولية لعقود من دون تنفيذ، وجرى رفضه رسميًا من قبل الحكومة الإسرائيلية قبل نحو عام.
كما دعا البيان حركة حماس إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، القبول بوقف لإطلاق النار، والالتزام بنزع السلاح، في إطار جهود لإنهاء النزاع المتفاقم في القطاع.
في الوقت ذاته، أكَّد «ستارمر» على أنَّ القرار البريطاني يأتي في ظل "الوضع الكارثي" في قطاع غزة، حيث استدعى حكومته من عطلتها الصيفية لعقد اجتماع طارئ تناول فيه تدهور الأوضاع الإنسانية. وأعقب الاجتماع إعلان قرار بريطانيا المرتقَب بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وتصاعدت الضغوط السياسية داخليًا على الحكومة البريطانية في الأسابيع الأخيرة، إذ وقع أكثر من 250 نائبًا – من أصل 650 – رسالة مشتركة في 25 يوليو، طالبوا فيها بالاعتراف بدولة فلسطين، بينهم نحو 150 نائبًا من حزب العمال الحاكم.
ويُذكَر أنَّ فلسطين تحظى باعتراف 147 من أصل 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، معظمها في آسيا، إفريقيا، أوروبا الشرقية وأمريكا اللَّاتينية، بينما لا تزال دول غربية عديدة – بينها بريطانيا وإيطاليا – ترفض الاعتراف الرَّسمي. رغم ذلك، تحتفظ إيطاليا بمكتب قنصلي في القدس، يتولّٰى إدارة العلاقات مع السلطة الفلسطينية.
ويُعتبَر اعتراف دولة بأخرى بمثابة قبول رسمي بوجودها ككيان ذي سيادة، ويُترجم غالبًا بإنشاء بعثات دبلوماسية وتبادل السفراء، بالإضافة إلى الاعتراف بحق الشعب الواقع تحت هذا الكيان في تقرير مصيره.
وكان «ستارمر» قد أصدر الأسبوع الماضي بيانًا مشتركًا مع الرئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون» والمستشار الألماني «فريدريش ميرتس»، دعوا فيه إلى وقف الحرب في غزة، واصفين الوضع الإنساني هناك بأنه "كارثة". وفي خطوة عملية، أعلنت ألمانيا الثلاثاء عن إقامة جسر جوي لإيصال الغذاء والدواء إلى القطاع، بينما أكَّدت بريطانيا على عزمها إرسال مساعدات جوية بالتنسيق مع الأردن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق