وقال «عودة»: “لا نتحدَّث عن سيناريوهات مستقبلية أو احتمالات، بل عن مأساة قائمة بالفعل. الأوبئة الناجمة عن الحروب والجوع والإهمال الصحي تتفاقم يومًا بعد يوم. نحن أمام أطفال بلا تطعيمات، نقص في الغذاء والماء والأطباء، مستشفيات مدمَّرة بالصواريخ والقنابل، وهياكل صحية متداعية.”
وقال البروفيسور «فؤاد عودة»، إن أكثر من 40 مليون شخص في قطاع غزة واليمن وسوريا والعراق والسودان وأجزاء واسعة من إفريقيا مهدَّدون بأمراض معدية قاتلة نتيجة الحروب والجوع وانهيار أنظمة الرعاية الصحية. وأضاف: “%70 من الأطفال محرومون من التطعيمات الأساسية، فيما خرجت %65 من المرافق الصحية عن الخدمة، بينما يفرُّ الأطباء إلى الدول الغنية. نحن نتحدَّث عن "كوليرا" و"ملاريا" والتهابات تنفسية وأمراض مزمنة بلا علاج.”
وشدَّد «عودة» على أن هذه ليست أزمة مستقبلية بل «مأساة قائمة بالفعل»، موضِّحًا أن الأوبئة الناجمة عن النزاعات المسلحة والجوع تتوسَّع يومًا بعد يوم، في ظل نقص المياه النظيفة والغذاء واللِّقاحات، ودمار المستشفيات بفعل القصف.
بيانات محدثة حتى يونيو 2025
-
غزة وفلسطين: زيادة %180 في حالات الإسهال الحاد للأطفال، و%150 في التهابات الجهاز التنفُّسي، و%90 من حملات التطعيم متوقِّفة.
-
اليمن: أكثر من 2.5 مليون إصابة بالكوليرا منذ 2021؛ وفيات الأطفال ارتفعت %40، و %70 بلا تطعيمات أساسية.
-
سوريا: %65 من المرافق الصحية خارج الخدمة، وارتفاع %60 في الأمراض المعدية بمخيمات اللاجئين.
-
العراق: زيادة %110 في الإصابات المنقولة بالمياه، و%70 في الملاريا بالمناطق الريفية.
-
السودان وأفريقيا جنوب الصحراء: تفشٍ متزامن للملاريا والكوليرا وفيروس نقص المناعة، يهدِّد أكثر من 35 مليون نسمة.
الأسباب الرئيسة لانتشار الأوبئة
-
المياه الملوثة وانعدام مرافق التنقية: مسؤولة عن %30 من التهابات الجهاز الهضمي الحادة.
-
سوء التغذية ونقص الغذاء: تسببا في زيادة %50 من حالات نقص المناعة لدى الأطفال من دون الخامسة.
-
نقص الكوادر الطبية: %40 من الأطباء المسجَّلين هاجروا إلى أوروبا والخليج وأميركا الشمالية، فيما غادر %55 سوريا.
-
تدمير المرافق الصحية: أكثر من %65 من منشآت غزة مدمّرة أو معطلة، و%50 في سوريا، و%70 في اليمن.
-
توقف حملات التطعيم: تعطّلت في 11 منطقة نزاع على الأقل بالشرق الأوسط وأفريقيا منذ 2021.
خطة تدخل عاجلة
واقترحت "أمسي" و "أميم" و "إيسك نيوز"، بقيادة البروفيسور «عودة»، خطة عمل عاجلة تقوم على:
-
إنشاء ممرات صحية إنسانية دائمة بإشراف فرق طبية متخصصة ومتطوِّعين.
-
تنظيم بعثات صحية متعددة التخصُّصات لتأمين التطعيمات والفحوص والعلاجات الأساسية.
-
تأسيس مرصد مستقل للأوبئة في مناطق النزاعات لمتابعة البيانات وتنسيق الاستجابات الصحية.
-
فصل العمل الإنساني عن الحسابات السياسية لضمان وصول المساعدات الطبية لكل مدني من دون استثناء.
الخلاصة
واختتم «عودة» بقوله: “الأوبئة موجودة بالفعل ولا يجوز تجاهلها لمجرَّد أنها تصيب الأشد ضعفًا وفقرًا أو من يعيشون تحت القنابل. الأمن الصحي في الدول الفقيرة والممزقة بالحروب هو جزء لا يتجزَّأ من أمن الدول الغنية نفسها. لقد حان وقت التدخُّل قبل أن يتحوَّل الإهمال إلى كارثة عالمية جديدة.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق