وأضاف أنَّ مبرِّر “الدفاع المشروع عن ديمقراطية تواجه هجومًا إرهابيًا مروِّعًا" لم يعد مقنعاً، مؤكداً ضرورة "اتخاذ قرارات تُجبر «نتنياهو» على التفكير السَّليم"، في إشارةٍ إلى الوضع في قطاع غزة وبعض الانتهاكات في الضفة الغربية.”
وتأتي هذه التصريحات في وقت لطالما تميزت فيه حكومة «جورجا ميلوني» بدعمها القوي لإسرائيل داخل الاتحاد الأوروبي، حيث رفضت الاعتراف بدولة فلسطين وصوَّتت ضدَّ مراجعة اتفاقية الشراكة بين الاتحاد وإسرائيل. وحتى الآن، لم تسفر الانتقادات المحدودة من وزراء الحكومة الإيطالية عن أي إجراءات ملموسة، رغم مرور ما يقارب العامين على التصعيد وسقوط أكثر من 50 ألف قتيل.
“”
وقال «كروزيتّو» إنَّ “التمييز بين الحكومات والشعوب، وكذلك بين الأديان، أمر أساسي”، مشبِّهًا سياسات «نتنياهو» بأساليب الرئيس الروسي فلاديمير «بوتين». واعتبر أن “تحرير غزة من حركة حماس يختلف عن طرد الفلسطينيين منها”، مشدّدًا على أنَّ الأولى يمكن اعتبارها "تحريرًا"، بينما الثانية هي "أمر مختلف تمامًا". وانتقد الوزير ما وصفه بـ"الخط المتشدِّد والمتطرِّف" لحكومة تل أبيب، مؤكِّدًا على أنَّ ما يجري لم يعد دفاعًا مشروعًا، بل "مشروعًا لاحتلال أرض أجنبية مع القبول بكارثة إنسانية".
رغم ذلك، لم تُقدم إيطاليا على أي خطوات سياسية بارزة مثل تعليق التعاون العسكري مع إسرائيل، أو تعليق اتِّفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وتل أبيب، أو فرض حظر على تصدير الأسلحة إليها. كما رفضت إجراءات أخرى، منها وقف التجارة مع المستوطنات الإسرائيلية، رغم أنَّ محكمة العدل الدولية تعتبرها غير قانونية. وعلى عكس دول أوروبية مثل بلجيكا وإسبانيا والمملكة المتحدة التي فرضت عقوبات على بعض المستوطنين والوزراء المتطرِّفين الإسرائيليين، عارضت روما تلك العقوبات ووصفتها بأنَّها "عديمة الجدوى".
في غضون ذلك، يستمرُّ سقوط الضحايا في قطاع غزة. فقد أفادت قناة "الجزيرة" بمقتل خمسة أشخاص في محافظة "خان يونس" جراء قصف إسرائيلي استهدف خيمة تضمُّ نازحين في منطقة "المواسي". وفي مدينة غزة، استُشهد أربعة أشخاص وأصيب أخرون في غارة على شقة سكنية بحي الصحابة، فيما أسفرت ضربات أخرى عن مقتل ثمانية مدنيين. كما عُلِق نحو 20 شخصا تحت الأنقاض بعد قصف مبنى سكني قرب مسجد "الفاروق".
وأعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة وفاة خمسة أشخاص، بينهم طفلان، بسبب الجوع وسوء التغذية خلال الساعات الـ24 الماضية، ليرتفع إجمالي الوفيات الناتجة عن الجوع منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 227 حالة، بينهم 103 أطفال.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق