وبموجب المرسوم الصادر في 5 أغسطس، تولى البروفيسور «روبرتو باريلّا»، رئيس الجمعية الإيطالية للأمراض المعدية والاستوائية، رئاسة اللَّجنة. إلَّا أنَّ الجدل انصبَّ على تعيين الدكتور «باولو بيلافيني»، أستاذ علم الأمراض العامة السابق بجامعة فيرونا، والدكتور «أوجينيو سيرافالّي»، أخصائي طب الأطفال الوقائي وطب حديثي الولادة ورئيس جمعية "أسيس" المعنية بدراسات ومعلومات الصحة.
كما أثيرت موجة انتقادات حادَّة ضد قرار الوزير عبر وسائل الإعلام وعلى لسان بعض الأكاديميين، وصلت إلى حد وصف الطبيبين بـ"المناهضين للقاحات" والمطالبة بسحب تعيينهما، فيما استقالت «فرانسيسكا روسو»، المسؤولة في إقليم "فينيتو"، احتجاجا، مُلوِّحةً بإنذار للوزير: "إمَّا هما أو أنا".
وركَّزت وسائل الإعلام على تصريحات سابقة للطبيبين خلال الجائحة، حين دعوا إلى مزيد من الحذر في التوصيات المتعلِّقة باللِّقاحات، بالاخص للأطفال. فقد صرّح «بيلّافيني» في 2021 بأن "من يخشى أخذ اللِّقاح له مبرره، نظرًا لغياب معلومات كافية عن المخاطر والفوائد في ذلك الوقت"، بينما شدَّد «سيرافالّي» على ضرورة دراسة التأثيرات الجانبية المحتملة، مؤكِّدًا على أنَّ "اللِّقاحات، شأنها شأن أي دواء، قد تسبِّب أعراضًا جانبية حتّى وإن كانت نادرة".
الانتقادات وُصفت من قبل بعض المراقبين بأنَّها حملة "تشويه سمعة"، متَّهمين أطرافًا في الوسط العلمي والإعلامي بممارسة "مكارثية" ضد من يُعبِّر عن مواقف علمية مغايرة للتيار السَّائد، في حين لم تحظَ شخصيات أخرى ضمن اللَّجنة، تربطها علاقات واضحة بصناعة الأدوية، بالمستوى نفسه للتدقيق الإعلامي. وبين هؤلاء البروفيسور «إيمانويلي مونتومولي»، أستاذ الصحة العامة في جامعة سيينا، المؤسس والرئيس غير التنفيذي والمدير العلمي لشركة "فيسميديري" المختصَّة في الأبحاث السريرية للقاحات بالتعاون مع كبرى شركات الأدوية العالمية.
وفيما قاد "الميثاق العابر للأحزاب من أجل العلم"، الذي أسَّسه العالمان «جويدو سيلفستري» و «روبرتو بوريوني»، حملة لجمع التواقيع للمطالبة بإلغاء التعيينات عبر منصة "تشانج دوت أورغ" – حيث تجاوزت العريضة 14 ألف توقيع خلال أيام – يستمر الجدل في إيطاليا حول حدود حرية التعبير العلمي، ومعايير اختيار أعضاء اللِّجان الاستشارية في القطاع الصحي.
وفي الوقت الذي تُستهدَف فيه الأصوات العلمية غير المنسجمة مع الخطاب السَّائد، يُمارس “ازدواج المعايير” عبر غض الطرف عن احتمال وجود تضارب مصالح لدى أعضاء أخرين في اللَّجنة ممَّن تربطهم صلات وثيقة بصناعة الأدوية. ومن أبرز الأمثلة البروفيسور «إيمانويل مونتومولي».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق