وأكد التقرير على أنَّ هذه الأعداد المروعة لا تنجم فقط عن الغارات الجوية والقصف، بل أيضًا عن المجاعة والأمراض وسوء التغذية، التي جعلت الأوضاع الإنسانية في غزة أكثر كارثية من أي وقت مضى.
وقال «تيد تشايبان»، نائب المدير التنفيذي لليونيسف، والذي عاد مؤخَّرًا من مهمة ميدانية شملت إسرائيل وغزة والضفة الغربية، إنَّ علامات الجوع والخوف والصدمات النفسية كانت واضحة على وجوه العائلات والأطفال. وأضاف: "قابلت عائلات فقدت أبناءها، وأخرى تعاني من الجوع والعطش والقلق المستمر. الوضع في غزة لا يُحتمَل."
وأشار «تشايبان» إلى أنَّ نسبة سوء التغذية الحاد في مدينة غزة وصلت إلى %16.5، مع وجود أكثر من 320 ألف طفل معرَّضين لخطر سوء التغذية الحاد الوخيم. وأظهرت الصور التي وثَّقها مسؤولو اليونيسف أطفالًا يعانون من الهزال الشديد، وأمهات غير قادرات على إرضاع أطفالهن بسبب الجوع.
أزمة مياه شرب وتهديد بأوبئة
تفاقمت الأزمة مع النقص الحاد في مياه الشرب، حيث تصل درجات الحرارة في غزة إلى نحو 40 درجة مئوية، ما يرفع خطر تفشِّي الأمراض. ورغم الجهود المستمرَّة لتوفير الحد الأدنى من المساعدات، مثل توزيع 2.4 مليون لتر من المياه يوميًا في شمال القطاع، إلَّا أنَّ ذلك لا يُغطِّي سوى جزء ضئيل من الاحتياجات الفعلية.
ووفقًا لليونيسف، فإنَّ تمويل الاستجابة الإنسانية لا يغطي سوى %30 من الاحتياجات الصحية والغذائية. وقال «تشايبان»: "القرارات التي نتَّخذها اليوم ستحدد مصير عشرات الآلاف من الأطفال. يجب تعزيز جهود الإغاثة فورًا، وإلا فإنَّنا أمام كارثة أكبر."
ثلث الضحايا من الأطفال
تشير إحصائيات رسمية إلى أنَّ الأطفال يُمثِّلون نحو ثلث القتلى البالغ عددهم أكثر من 60 ألف شخص منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر 2023. ونقل "واشنطن بوست" أنَّ بعض الأطفال قُتلوا في أسرّتهم، وأخرين أثناء اللَّعب، وكثيرون دُفنوا قبل أن يتعلَّموا المشي. الصحيفة نشرت قائمة تضم 18,500 إسم لأطفال قُتلوا، أي بمعدل طفل واحد كل ساعة من عمر الحرب.
وتُجمَع هذه البيانات عبر سجلّات المستشفيات وشهادات الأهالي، إلَّا أنَّ حالة الانهيار الكامل في النظام الصحي تُعقِّد عملية التوثيق وتزيد من مأساوية الحصيلة.
ضحايا الجوع والقصف في تزايد
في الأثناء، تواصلت أعمال العنف، حيث أفادت قناة "الجزيرة" أنَّ الجيش الإسرائيلي قتل 22 مدنيًا خلال الساعات الأخيرة، بينهم 16 شخصًا أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات. وفي يوم واحد فقط، سقط ما لا يقل عن 35 قتيلًا أثناء انتظارهم في طوابير المساعدات.
وتشير التقارير إلى أنَّ 175 مدنيًا على الأقل قضوا نتيجة الجوع النّاجم عن الحصار المفروض على دخول المساعدات، من بينهم 93 طفلًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق