وأكَّد «ترامب» في منشور له على منصته الاجتماعية "تروث سوشال"، على أنَّ القرار يأتي بسبب مخاوفه من أن تَتَحوَّل تصريحات «ميدفيديف» لاحقًا إلى "أمر أكثر جدِّية"، مشدِّدًا على أنَّ "الكلمات لها وزن، وقد تؤدِّي أحيانًا إلى عواقب غير مقصودة".
منشور أشعل الأزمة
بداية التصعيد تعود إلى يوم الإثنين 28 يوليو، عندما نشر «ميدفيديف» على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) تعليقًا هاجم فيه ما وصفه بـ"سياسة الإنذارات الأميركية" اتِّجاه موسكو، محذِّرًا من أن "كل إنذار يُوجَّه إلى روسيا هو خطوة نحو الحرب مع الولايات المتحدة".
تصريح « ميدفيديف«» جاء ردًّا على تقارير عن نيَّة «ترامب» تقليص المهلة الممنوحة لروسيا للتوصُّل إلى اتِّفاق سلام مع أوكرانيا من 50 يومًا إلى ما بين 10 و12 يومًا فقط. وفي منشوره، كتب «ميدفيديف»: "روسيا ليست إسرائيل ولا إيران"، موجِّهًا تحذيرًا مبطَّنًا إلى «ترامب»: "لا تسلك طريق جو النعسان"، في إشارة إلى «جو بايدن»، الذي لطالما وصفه «ترامب» بهذا اللقب الساخر.
التصعيد التجاري مع الهند والصين
التوتُّر بين «ترامب» وموسكو تصاعد أيضًا في ضوء تهديدات واشنطن بفرض رسوم جمركية تصل إلى %100 على الدول التي تواصل شراء الطاقة من روسيا، وفي مقدِّمتها الهند والصين.
وفي خطاب هجومي، أعلن «ترامب» أنَّ الهند ستخضع لرسوم بنسبة %25 إضافة إلى غرامات أخرى اعتبارًا من الأول من أغسطس، بسبب "اعتمادها الواسع على المعدَّات العسكرية الروسية وكونها أكبر مشترٍ للطاقة من موسكو". وكتب على وسائل التواصل: "ليدعوا اقتصاداتهم الميتة تنهار معًا... نحن لا نقيم سوى القليل من العلاقات التجارية مع الهند أو روسيا، ولنواصل هذا الاتِّجاه".
وأضاف «ترامب» مهاجمًا «ميدفيديف»: "نقول للرئيس الروسي السابق، الذي يظنُّ نفسه لا يزال رئيسًا، أن ينتبه لكلماته... فهو يقترب من منطقة شديدة الخطورة".
ردّ «ميدفيديف»: "تصرُّفٌ هستيريٌ"
لم يتأخَّر رد «ميدفيديف»، الذي كتب على حسابه الرَّسمي: "إذا كان رئيس الولايات المتحدة، مهما بلغت قُوَّته، يردُّ بهذا التوتُّر على كلمات صدرت من رئيس روسي سابق، فهذا يعني أنَّ روسيا على حق بالكامل وستواصل طريقها".
كما سخر «ميدفيديف» من تصريحات «ترامب» بشأن "الاقتصادات الميِّتة"، مشيرًا إلى "حب «ترامب» لأفلام الزومبي"، ومذكِّرًا بـ"خطورة نظام الرَّدع النووي الروسي المعروف بـ‘اليد الميِّتة’"، والذي يسمح، حسب خبراء عسكريين، بشن هجوم نووي روسي تلقائي إذا ما تم تدمير القيادة السياسية والعسكرية في موسكو.
الرَّد الأميركي: غوَّاصات نووية في "مواقع مناسبة"
في أعقاب ذلك مباشرة، أعلن «ترامب» نشر غواصتين نوويتين كإجراء وقائي. وقال في بيانه: "بناءً على التصريحات الاستفزازية والخطيرة للغاية من قبل «دميتري ميدفيديف»، أمرتُ بإعادة تمركز غواصتين نوويتين أميركيتين في مواقع ملائمة، تحسُّبًا لأن تكون هذه التصريحات أكثر من مجرَّد كلمات".
وأضاف: "آملُ ألا يكون هذا أحد تلك السيناريوهات التي تتحوَّل فيها الكلمات إلى كوارث".
التصعيد مفتوح على المجهول
بينما يترقَّب المراقبون الرد الروسي المقبل، يرى محلِّلون أنَّ هذا التوتُّر الخطابي قد يُمثِّل اختبارًا خطيرًا للعلاقات الأميركية-الروسية في عهد «ترامب»، مع احتمال تداعيات جيوسياسية أوسع إذا استمرَّت المواجهة على هذا النحو.
.jpg)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق