"ديبورتيفو بالستينو": الفريق الفلسطيني الذي يحلم بالفوز بالدوري التشيلي - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

"ديبورتيفو بالستينو": الفريق الفلسطيني الذي يحلم بالفوز بالدوري التشيلي

"ديبورتيفو بالستينو": الفريق الفلسطيني الذي يحلم بالفوز بالدوري التشيلي

الإيطالية نيوز، السبت 20 سبتمبر 2025 – تفصل أكثر من عشرة آلاف كيلومتر بين الشرق الأوسط وأميركا اللاتينية، غير أنّ كرة القدم، كما اعتادت أن تفعل، نجحت في مدّ جسور بين شعبين، متحدَين في لحظة هدف أو تصدٍّ حاسم في الدقيقة الأخيرة. فبعيداً عن الصفقات المليونية التي باتت تهيمن على اللعبة، شكّلت المستديرة في هذه الحالة جسراً يربط فلسطين بتشيلي.


تعود جذور هذا الرابط إلى نهاية القرن التاسع عشر، حين هاجر أوائل الفلسطينيين من "بيت لحم" و "بيت جالا" و "بيت ساحور"، إبّان الحكم العثماني، إلى أميركا اللاتينية مرورا بأوروبا والأرجنتين، ليستقروا في تشيلي. ومع انهيار الدولة العثمانية ونكبة 1948، تعاظمت موجات الهجرة حتى باتت الجالية الفلسطينية في تشيلي اليوم الأكبر خارج العالم العربي، ويُقدَّر عددها بنحو نصف مليون شخص.


من رحم هذه الجالية وُلد نادي "ديبورتيفو بالستينو" عام 1920 في "حي ريكوليتا" جنوبي العاصمة "سانتياغو". وبعد مشاركته في «الأولمبياد الفلسطيني الأول» عام 1950، دشّن فريقه الكروي مسيرته بالانضمام إلى دوري الدرجة الثانية، قبل أن يرتقي سريعا إلى دوري الأضواء. ومنذ ذلك الحين، حقق الفريق إنجازات بارزة، أبرزها التتويج بلقب الدوري عامي 1955 و1978، وكأس تشيلي أعوام 1975 و1977 و2018، إضافة إلى مشاركات متكررة في "كأس ليبرتادوريس" و"كأس سودأمريكانا".


وعلى الرغم من أنّ التشكيلة الحالية لا تضم أي لاعب من أصول فلسطينية، فإن النادي ظلّ منذ تأسيسه مرتبطا بالقضية الفلسطينية. فملعبه «لا سيسْتيرنا» يتحوّل في كل مباراة إلى مساحة تعبّر فيها الجالية عن هويتها من خلال الأطعمة والموسيقى والرموز الثقافية، فيما ترفرف الكوفية والأعلام الفلسطينية في المدرجات، وتصدح الهتافات المنددة بالعدوان على غزة والضفة الغربية.


ارتباط النادي بالقضية بدا واضحا أيضا في قميصه الملوّن بألوان العلم الفلسطيني. ففي عام 2014 أثار الفريق جدلاً حين وضع خريطة فلسطين التاريخية مكان الرقم «1»، ما دفع الاتحاد المحلي لكرة القدم إلى تغريمه بحجة «مخالفة قواعد القياس» و«التعبير عن مضمون سياسي». غير أن الخطوة لاقت دعماً واسعاً من شرائح من الرأي العام الدولي.


وخارج المستطيل الأخضر، لعب النادي دوراً مباشراً في دعم الرياضة بفلسطين، إذ أنشأ عام 2020 ثلاث مدارس كروية في الضفة الغربية بعد زيارة لتعزيز الروابط مع الأرض الأم. كما أطلق حملات لجمع التبرعات وإرسال المساعدات الغذائية إلى غزة، وحظي بإشادة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لجهوده في رفع اسم فلسطين عالياً.


وللنادي أيضاً فريق نسائي تأسس عام 2009، نجح عام 2015 في الفوز ببطولة الدوري «كلاوسورا»، ويضم اليوم اللاعبة رانيا صنسور، أول لاعبة من أصول فلسطينية تنضم إلى المنتخب النسائي الفلسطيني.

ورغم أن الفريق الذكوري لم يذق طعم لقب الدوري منذ 1978، إلا أنّ آمال هذا الموسم كبيرة بإمكانية تحقيق المعجزة. ومع كل مباراة، يثبت النادي أنّه أكثر من مجرد فريق كرة قدم؛ إنه رمز مقاومة وهوية، وصوت شعب يواجه التهميش والعنف لكنه يجد في الرياضة مساحة للتشبث بالذاكرة والأرض.


في تشيلي، وعلى بعد آلاف الكيلومترات من فلسطين، يحلم نصف مليون من أبناء الجالية بأن يروا ألوان علمهم تعانق الانتصار فوق عشب «لا سيسْتيرنا»… حيث يظلّ ديبورتيفو بالستينو عنواناً للمقاومة، ومرآةً لحنينٍ لا ينطفئ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا