كان بين ضيوف الشرف البروفيسور «فؤاد عودة»، ابن "جلجولية"، الطبيب المتخصِّص في أمراض العظام والصحفي الدولي والخبير في الصحة العالمية، الذي مثَّل منظَّماته المتعددة: AMSI، UMEM، Uniti per Unire، إلى جانب AISC News والاتحاد الرياضي الأورومتوسطي (USEM).
الرياضة كطب اجتماعي
في كلمته أمام المشاركين، شدَّد البروفيسور «عودة» على أنَّ الرياضة لم تعد نشاطًا بدنيًا فحسب، بل أصبحت "قِسما من أقسام الطب الاجتماعي"، موضِّحًا أنَّها تعني في آن واحد الصحَّة والوقاية والثقافة. وأكَّد على أنَّ الطب الرياضي، إلى جانب جراحة العظام والطب الطبيعي، يجب أن يتجاوز حدَّ علاج الإصابات، ليشمل التعليم على الوقاية ومرافقة الرياضيين في مسيرتهم، فضلًا عن دعم المواطنين الذين يمارسون النشاط البدني لتعزيز رفاهيتهم.
وأضاف أنَّ الطب الطبيعي أصبح اليوم "أداة أساسية لاستعادة جودة الحياة بعد الصدمات أو العمليات الجراحية"، بينما يُمثِّل طب العظام "الدعامة الفنية لحماية الجهاز العضلي الهيكلي". وخلص إلى أنَّ "الرياضة والطب لا يمكن أن ينفصلا".
الدعوة إلى تعاون متعدِّد التخصُّصات
طرح «عودة» رؤية واضحة تقوم على تعزيز التعاون بين المهن الطبية المختلفة: الأطباء من تخصُّصات متعدِّدة، أخصائيو العلاج الطبيعي، علماء النَّفس، خبراء التغذية، والمدرِّبون الرياضيون. وقال: "لم يعد ممكنًا أن يعمل كل متخصِّص يعمل بمعزل عن الأخر. فالرياضة الحديثة تتطلَّب نهجًا جماعيًا يختصر فترة التعافي، ويُحسِّن الوقاية من الإصابات، ويضمن مستقبلًا أكثر أمانًا للرياضة على جميع المستويات".
البعد الاجتماعي والأخلاقي للرياضة
لم يغفل عودة البعد القيمي للرياضة، مشددًا على أنها أداة للتربية، وتعزيز الالتزام بالقواعد، والإدماج الاجتماعي، ومكافحة عدم المساواة. وقال: "يجب أن نستثمر في الرياضة كجسر للتكامل بين الشعوب والثقافات، ووسيلة لنمو الشباب ودعم الفئات الأكثر ضعفًا. اللعب النظيف ليس مبدأً رياضيًا فقط، بل قاعدة للحياة داخل الملعب وخارجه".
واقترح «عودة» إنشاء شبكات دولية دائمة تربط بين الطب والرياضة عبر برامج تدريبية، وبحوث مشتركة، ومشاريع مهنية عابرة للحدود.
أعمال القمة: خبرات عالمية ورؤى جديدة
شهدت القمة عروضًا من أطباء وباحثين عالميين، بينهم المديرون الطبيون لأندية كبرى مثل ريال مدريد، تشيلسي، بايرن ميونيخ، إضافة إلى المنتخب الإيطالي للسيدات. وناقشت الجلسات موضوعات متقدمة شملت التغذية الشخصية، العلاجات الخلوية، طب الأطفال الرياضي، الصحة النفسية للرياضيين، والازدواجية المهنية للرياضيين.
وأكدت الوفود المشاركة أن الابتكار والتعاون العابر للتخصصات يمثلان مستقبل الطب الرياضي. وأوضح عودة أن المؤتمر عزز "أهمية العمل الجماعي ليس فقط داخل الملاعب، بل أيضًا في المجال الطبي"، مشيدًا بالعلاقة الوثيقة التي بناها مع المنظمين، وبخاصة «فيديريكا ريتسي».
ختام: روما عاصمة للطب الرياضي
اختُتمت القمة بجلسة نقاش جمعت المؤسسات والأندية والمهنيين والرياضيين، وأكد المشاركون التزامهم المشترك بتعزيز الصلة بين الرياضة والصحة والابتكار. وبذلك رسّخت روما موقعها كعاصمة عالمية للطب الرياضي، ومركزًا لتطوير رؤية حديثة تعزز التكامل بين الرياضة والطب من أجل صحة أفضل للأفراد والمجتمعات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق