وأكدت وسائل إعلام مقربة من حركة حماس النبأ، مشيرةً إلى أن الحركة دعت "الرئيس «ترامب» والدول الضامنة وجميع الأطراف العربية والإسلامية والدولية إلى ضمان تنفيذ إسرائيل الكامل للاتفاق دون مماطلة أو خرق".
ويأتي الإعلان بعد عامين كاملين على اندلاع ما وُصف بـ"الإبادة الجماعية" في قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 70 ألف مدني فلسطيني، وفق تقديرات محلية. وذكرت مصادر ميدانية أن أجواء من "الارتياح الجماعي" سادت بين سكان القطاع فور إعلان الاتفاق.
ومن المقرر أن يعقد مجلس الوزراء الإسرائيلي برئاسة «بنيامين نتنياهو» اجتماعاً اليوم لمناقشة بنود الاتفاق والمصادقة عليه رسمياً. غير أن شهوداً في غزة أفادوا بأن القوات الإسرائيلية واصلت شن هجماتها على المدنيين رغم الإعلان عن التوصل إلى الاتفاق.
وقال الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» إن جميع الرهائن سيُطلق سراحهم "في وقت قريب جداً"، وإن إسرائيل ستبدأ بسحب قواتها إلى "خط متفق عليه"، واصفاً ذلك بأنه "الخطوات الأولى نحو سلام قوي، دائم ومستمر".
وأضاف «ترامب» في منشور على منصته "تروث": «سيُعامل جميع الأطراف بعدل! هذا يوم عظيم للعالم العربي والإسلامي، ولإسرائيل، ولكل الدول المجاورة، وللولايات المتحدة الأميركية. نود أن نشكر الوسطاء من قطر ومصر وتركيا الذين عملوا معنا لتحقيق هذا الحدث التاريخي وغير المسبوق» — وفق ما ورد بالنص الأصلي مع التأكيد على استخدام ترامب للأحرف الكبيرة.
وفي بيان صادر عن حركة «حماس»، أوضحت الحركة أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة قطرية ومصرية وتركية خلال مفاوضات في «شرم الشيخ» قبيل منتصف الليل بتوقيت إيطاليا، يتضمن «إنهاء الحرب على غزة، وضمان انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ عملية تبادل للأسرى».
من جانبه، وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» الاتفاق بأنه «نجاح دبلوماسي وانتصار وطني ومعنوي لدولة إسرائيل»، مشيرا إلى أنه أجرى «محادثة دافئة ومؤثرة للغاية» مع الرئيس «ترامب»، هنأ خلالها كل منهما الآخر على «الاتفاق التاريخي».
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن ترامب يعتزم زيارة إسرائيل نهاية الأسبوع الجاري، وأن «نتنياهو» دعاه لإلقاء خطاب في الكنيست.
وفي أعقاب الإعلان عن الاتفاق، أعلنت حركة حماس أنها سلّمت قائمة بأسماء الأسرى الفلسطينيين الذين يفترض أن يشملهم الإفراج، وفق ما نصت عليه بنود الاتفاق، مشيرة إلى أنها «تنتظر الموافقة النهائية على القائمة قبل نشرها».
وفي السياق ذاته، قال الجيش الإسرائيلي (الجيش الدفاعي الإسرائيلي) إنه «بدأ الاستعدادات العملياتية لتنفيذ بنود الاتفاق»، في إشارة إلى التحضير للانسحاب من أجزاء من قطاع غزة.
الخطة المشتركة بين «ترامب» و «نتنياهو» لغزة
تتضمن النقاط الرئيسية في خطة الرئيس الأميركي «دونالد ترامب» ورئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو» بشأن غزة البنود ذاتها التي طُرحت خلال الأشهر الماضية: وقف إطلاق النار وإعادة فتح الممرات الإنسانية، مقابل الإفراج الفوري عن جميع الرهائن ونزع السلاح الكامل لقطاع غزة، إلى جانب إنشاء هيئة رقابية خارجية يشرف عليها ترامب بدعم من رئيس الوزراء البريطاني الأسبق «توني بلير»، لتتولى الإشراف على مرحلتي إعادة الإعمار ونزع السلاح.
وفي مرحلة لاحقة، من المقرر أن يُسند الإشراف السياسي على القطاع إلى "مجموعة فلسطينية سلمية"، وفق نص الخطة التي لا تتطرق إلى أي حل لقضية الضفة الغربية. ويهدف هذا الترتيب، بحسب مراقبين، إلى تفريغ غزة من أي شكل فعلي للتمثيل السياسي المستقل، ووضعها تحت إدارة سياسية وعسكرية خارجية.
وتنص المرحلة الأولى من الخطة على الوقف الفوري للأعمال القتالية، مع منح حركة حماس والفصائل الفلسطينية الموقعة مهلة 72 ساعة لإطلاق سراح جميع الرهائن. وفي المقابل، تلتزم إسرائيل بوقف الهجمات، وإعادة فتح الممرات الإنسانية، وضمان توزيع المساعدات عبر هيئات دولية مثل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، والسماح بإعادة تأهيل البنية التحتية للمياه والكهرباء، وإعادة فتح المستشفيات والمخابز.
وخلال هذه المرحلة، يفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي "بشكل تدريجي ومحدود" إلى داخل محيط معين داخل القطاع، على أن يبقى هذا التمركز قائماً حتى إشعار آخر.
كما تنص الخطة على أنه بعد تسليم الرهائن، ستفرج إسرائيل عن 250 من المحكومين بالمؤبد و1,700 أسير آخر اعتُقلوا بعد السابع من أكتوبر، إضافة إلى تسليم جثامين 15 فلسطينيا من غزة مقابل كل رهينة إسرائيلي متوفى.
ترحيب دولي واسع بالاتفاق
أثار الإعلان عن الاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس ردود فعل إيجابية من عدد من القادة والمؤسسات الدولية، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة «أنطونيو غوتيريش»، ووزير الخارجية الإيطالي «أنطونيو تاياني»، الذي أكد أن بلاده «كانت دائما إلى جانب الخطة الأميركية، وهي مستعدة للقيام بدورها في ترسيخ وقف إطلاق النار، وإيصال مزيد من المساعدات الإنسانية، والمشاركة في إعادة إعمار غزة».
كما أعرب رئيس السلطة الفلسطينية «محمود عباس» عن ارتياحه للتوصل إلى الاتفاق، في حين رحّب به رئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر» وعدد من الشخصيات الدولية الأخرى.
إلا أن التقارير الميدانية تشير إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يوقف عملياته العسكرية في قطاع غزة رغم الإعلان عن الاتفاق، في تكرار لما حدث خلال شهر يناير الماضي. وفي الوقت نفسه، أفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اعتقلت ما لا يقل عن تسعة أشخاص في الضفة الغربية صباح اليوم.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق