جاءت التصريحات خلال مؤتمر صحفي مشترك في العاصمة «تيرانا»، عُقد على هامش منتدى الاستثمار بين الاتحاد الأوروبي ودول غرب البلقان، الذي يُنظَّم للمرَّة الأولى ويهدف إلى تعزيز الشراكة الاقتصادية بين الجانبين.
قال «راما» في كلمته إنَّ بلاده “تُقدِّر عاليًا الدَّور الخاص الذي توليه المفوضية الأوروبية لمنطقة غرب البلقان”، مشيرًا إلى أنَّ مفاوضات الانضمام “تسير بسلاسة وبنجاح.” وأضاف أنَّ خُطَّة النمو الجديدة التي أطلقتها المفوضية “تمنح كل دولة في المنطقة فرصة لتمويل إصلاحاتها ودعم برامج التنمية.”
وأكَّد رئيس الوزراء على أَنَّ حكومته ستواصل تنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية «بأقصى درجات الالتزام»، مشدِّدًا على أهمية «تعزيز التعاون الإقليمي والأمن المشترك في مواجهة التحديات الأوروبية الراهنة». كما جَدَّد دعم بلاده لأوكرانيا في مقاومتها «للعدوان الروسي»، معتبرًا أنَّ الصراع الدائر هناك «يمثل مواجهة بين قيم الاتحاد الأوروبي والديمقراطية من جهة، والنزعة التوسُّعية من جهة أخرى».
من جانبها، أشادت «فون دير لاين» بـ«التقدُّم السريع» الذي حقَّقته ألبانيا خلال السنوات الأربع الماضية، قائلةً إنَّ «خمسة من أصل ست مجموعات تفاوضية فُتحت بالفعل»، مُعرِبةً عن ثقتها في إمكانية استكمال المفاوضات بحلول عام 2027.
وأضافت: “هدفكم طموح، لكننا نحب الطموح، وسنكون معكم في كل خطوة على هذا الطريق»، مؤكِّدةً أنَّ «الزَّخم الجيوسياسي الحالي يتيح فرصة حقيقية لدول البلقان.”
وأعلنت «فون دير لاين» صرف 100 مليون يورو لدعم الإصلاحات في ألبانيا، مشيرةً إلى أنَّ البلد «أحرز تقدُّمًا في مجالات رئيسية» ضمن خطة النمو الأوروبية، وأنَّ الانضمام إلى نظام المدفوعات الأوروبية الموحدة (SEPA) جرى «في وقت قياسي»، مما يجعل تحويل الأموال بين ألبانيا ودول الاتحاد «أسهل وأرخص بكثير».
كما أشارت إلى اتفاق تاريخي جرى توقيعه في «تيرانا» العام الماضي لإلغاء رسوم التجوال بين ألبانيا والاتحاد الأوروبي بحلول عام 2026، معتبرةً أن ذلك «سيسهم في تعزيز الأعمال والسياحة والتواصل بين الشعوب».
وفيما يخصُّ الدعم الشعبي للانضمام، قالت «فون دير لاين» إن “ألبانيا تريد أوروبا”، مشيرةً إلى أن %92 من الألبان سيصوِّتون لصالح عضوية الاتحاد لو أُجرِيً استفتاءٌ اليوم، معتبرةً أن “الجيل الجديد في القارة يؤمن بأوروبا موحَّدة وآمنة وقوية.”
وختمت بالقول: “ربَّما أقوى حجة للتوسُّع ليست سياسية أو اقتصادية، بل إنسانية. فالألبان والأوروبيون الشباب يريدون العيش في اتحاد أوروبي أقوى وأكثر اتحادًا.”
أمّا «راما»، فجدَّد التأكيد على أن عام 2027 “ليس مجرَّد طموح بل هدف محدَّد باتفاق مع المفوضية الأوروبية”، موضِّحًا أنَّ تحقيق هذا الهدف “مرتبط بإنجاز المهام والإصلاحات المدرجة في خطة العمل». وأردف قائلًا: «نحن لا نؤدي واجباتنا لإرضاء بروكسل أو برلين، بل من أجل بناء دولة ديمقراطية فاعلة لشعبنا وللأجيال المقبلة.”
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق