وقالت الشرطة إن عناصرها اضطروا إلى إطلاق النار دفاعا عن النفس لمنع مجموعة من المحتجين من اقتحام مقر الأمن ومحاولة الاستيلاء على أسلحة وذخائر ومعدات أخرى. غير أن منظمي الاحتجاجات، وهم تكتل شبابي غير مرتبط بأحزاب أو نقابات أطلق على نفسه اسم "GenZ 212"، شككوا في الرواية السلطات الأمنية، التي في نظرهم، معروفة أصلا بتزوير المحاضر وتلفيق التهم والفساد.
ويشير اسم التكتل إلى مشاركة واسعة لشباب "الجيل Z"، أي المولودين بين عامي 1997 و2012، فيما يرمز الرقم 212 إلى الرمز الهاتفي الدولي للمغرب. ويحتج هؤلاء الشباب على ما يعتبرونه اختلالا في أولويات الإنفاق الحكومي، إذ يتم توجيه مليارات الدراهم إلى مشاريع بنية تحتية كبرى وتنظيم أحداث يرونها غير ضرورية، مثل استضافة كأس العالم لكرة القدم 2030، في وقت لا تُخصص فيه – بحسبهم – موارد كافية للتعليم والصحة.
الشرطة قتلت أحد شباب جيل زد في المغرب فكان هذا رد جيلZ على سيارة الأمن الوطني#جيل_زد_212 #المغرب_ينتفض #المغرب #Israel_Enemy_of_Humanity #Islamabad #طنجة #الكويت #الرياض #Gaza #أسطول_الصمود_العالمي
— سامي كمال الدين (@samykamaleldeen) October 2, 2025
pic.twitter.com/F1dw28PH9i
كما يندد المحتجون بانتشار البطالة بين الشباب وتفشي الفساد. من جانبه، أعلن وزير الداخلية أن قوات الأمن أوقفت أكثر من 400 شخص بين السبت والأربعاء على خلفية مشاركتهم في التظاهرات.
في بداية الاحتجاجات، لجأت الحكومة إلى انتشار أمني واسع أسفر حتى الآن عن اعتقال ما لا يقل عن 600 شخص. وأفاد شهود عيان بأن بعض الاعتقالات نُفذت على يد عناصر أمنية بملابس مدنية بشكل استهدافي.
في المقابل، دعت أحزاب المعارضة إلى فتح حوار مباشر مع المحتجين، الذين لا يرفعون سوى مطالب اجتماعية أساسية تتمثل في فرص عمل لائقة، مدارس مجهزة، وخدمات صحية أفضل.
المغاربة يحتجون: نريد مستشفيات أكثر… لا ملاعب جديدة
المسيرات شملت 11 مدينة من بينها الرباط، الدار البيضاء، أكادير ووجدة. ورغم أن معظمها جرى سلميا، إلا أن بعض المناطق شهدت صدامات مع الشرطة، وإحراق سيارات، ونهب متاجر. وأعلنت وزارة الداخلية توقيف المئات، أُطلق سراح معظمهم بعد ساعات، فيما يواجه نحو 70 شخصا تهما تتعلق بـ"العنف والاحتجاجات غير القانونية" قد تفضي إلى السجن.
شرطة #المغرب تتعمد دهس الشاب وسحقه تحت سيارة أثناء الاحتجاجات في مدينة وجدة. بررت السلطات حادثة الدهس بأنها "محاولة للانسحاب من وسط المتظاهرين". هذا المشهد بعينه شاهدناه في مصر ليلة 28 يناير 2011. #المغرب_تنتفض وأمير المؤمنين الطيب الحبوب نائم في قصره، لا يدري عن شعبه شيئاً. pic.twitter.com/cgSNIkwofG
— المجلس الثوري المصري (@ERC_egy) October 1, 2025
وأثار مقطع مصور، انتشر بكثافة الثلاثاء، غضباً واسعاً، إذ أظهر شاحنة شرطة وهي تدهس متظاهراً في ساحة بوجدة دون أن تتوقف.
سياق سياسي واقتصادي
يُنظر إلى المغرب كبلد مستقر نسبياً، وكانت آخر موجة احتجاجية كبرى عام 2011 قد أفضت إلى تعديلات دستورية بقرار ملكي. وفي الوقت نفسه، يشهد المغرب طفرة استثمارية تقدر بنحو 35 مليار دولار خلال خمس سنوات في مشاريع البنى التحتية، تشمل القطارات فائقة السرعة والموانئ ومراكز البيانات والهيدروجين الأخضر وصناعة البطاريات والذكاء الاصطناعي.
لكن قسطاً مهماً من الإنفاق سيذهب إلى التحضيرات لمونديال 2030، حيث سيُعاد تأهيل ثلاثة ملاعب كبرى وتشييد ثلاثة أخرى جديدة، بينها ملعب الدار البيضاء بسعة 115 ألف متفرج، ليصبح من أضخم ملاعب العالم. وتُقدّر الاستثمارات الإجمالية للمونديال بنحو 5 مليارات يورو.
شاهدوا شبيحة المجرم #محمد_السادس كيف يتعاملون مع الشعب المغربي ، يدهسونهم بالسيارات ، ليس أمام الشعب المغربي الا حمل السلاح ضد هذا النظام القمعي المستبد لإسقاطه !!#المغرب_ينتفض #المغرب#الجمهورية_العربية_المغربية pic.twitter.com/p2fCKPI3jz
— صالح منصر اليافعي (@saleh_binali) October 2, 2025
جذور الغضب الشعبي
المحتجون يرون أن هذه النفقات تأتي في وقت تعاني فيه البلاد من نقص حاد في الخدمات الصحية والتعليمية. ومن أبرز الشرارات التي أججت الغضب الشعبي وفاة ثماني نساء في مستشفى أكادير خلال أسبوع واحد عقب عمليات ولادة قيصرية، في حادثة أثارت صدمة كبيرة.
كما يرفع المتظاهرون شعارات ضد الفساد والبطالة، التي تطال أكثر من %35 من الشباب، وقرابة %20 من الجامعيين، فيما يبلغ المعدل الوطني %12.8.
رئيس الوزراء عزيز أخنوش، رجل الأعمال المعروف، أقال المسؤولين عن القطاع الصحي في أكادير، مؤكداً في الوقت نفسه أن استثمارات تُرصد للقطاع الصحي. وأبدت الحكومة استعدادها لـ"الاستماع" إلى مطالب المتظاهرين، لكن مجموعة "GENZ212" أعلنت أن الاحتجاجات ستستمر.
