وأفادت الشرطة بأنَّ الجاني أوقف بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار، بعد أن طعن الضحية عدَّة مرات (24 طعنة) قبل أن يُوجِّه السكِّين إلى نفسه.
ووصلت إلى الموقع دوريات من شرطة «ميلانو» وطواقم الإسعاف، غير أنَّ الأطباء لم يتمكَّنوا من إنقاذ حياة الشابة، التي كانت تُعرَف على مواقع التواصل الاجتماعي كمؤثِّرة رقمية.
وأظهرت التحقيقات الأولية أن الضحية تلقت 24 طعنة في العنق والظهر والذراعين والصدر واليدين، فيما أصاب الجاني نفسه في الرقبة.
وقالت نائبة المُدَّعي العام «أليسيا مينغاتسو» إنَّ الجريمة وقعت "في ذروة سلسلة من الأفعال الملاحِقة والتهديدات المتكرِّرة بالقتل" التي تعرَّضت لها الضحية من الرجل الذي كانت تربطها به "علاقة عاطفية"، مضيفةً أنَّ «باميلا» كانت قد قرَّرت إنهاء العلاقة معه قبل وقوع الجريمة.
شهادة جارة الضحية: "سمعتُ صرخات باميلا المروِّعة وهي تستغيث"
قالت إحدى جارات الشابة «باميلا جينيني»، التي قُتلت في منزلها بمدينة ميلانو، إنها سمعت صرخات الضحية تطلب النجدة في لحظات الجريمة.
وأضافت الجارة في تصريح لوسائل الإعلام: “سمعتُ صراخَها، كان مؤلمًا للغاية… كان مشهدًا فظيعًا. كانت تطلب المساعدة في مدخل الطابق. هي كانت تسكن في الطابق الثاني، وأنا في الطابق الأرضي. الجار المقابل حاول مساعدتها، ثم وصلت الشرطة بسرعة واقتحمت باب الشقة.”
المدّعي العام: "كمين داخل المنزل بينما كانت الضحية تتحدث هاتفيًا مع شريكها السابق"
كانت «باميلا جينيني»تتحدث عبر الهاتف مع شريكها السابق لحظة دخول «جانلوكا سونشين» إلى منزلها في شارع «إغليسياس» بمدينة ميلانو، بعدما كان قد حصل قبل أسابيع على نسخة مقلّدة من مفاتيح الشقة.
ووفقًا لما أفاد به مكتب الادعاء العام، فقد كان الشريك السابق للضحية – الذي كانت تتحدَّث إليه لتبوح بمخاوفها من التهديدات والسلوك العدواني للرجل البالغ 52 عامًا – هو من أبلغ الشرطة على الفور بعد أن أدرك أن «باميلا» تتعرَّض لهجوم داخل منزلها.
رسالة «باميلا» الأخيرة إلى شريكها السابق: "لديه نسخة من المفاتيح… اتصل بالشرطة"
"أنا خائفة، لقد صَنعَ نسخة من المفاتيح. دخلَ إلى المنزل، لا أعرف ماذا أفعل، اتَّصِل بالشرطة!." هذا هو نص الرسالة التي أرسلتها «باميلا جينيني» إلى شريكها السابق، الذي كانت قد حافظت معه على علاقة صداقة بعد الانفصال، وكان يتحدَّث إليها عبر الهاتف قبل لحظات من مقتلها.
وأفاد الشريك السابق – الذي استمعت إليه السلطات كشاهد – أنه كان على الخط عندما اقتحم «جانلوكا سونتشين»المنزل بشكل مفاجئ. وقال في إفادته: “في لحظة سَمعتُها تصرخ: ’النجدة، النجدة، النجدة!‘ وبعد تلك الكلمات، انقطعت المكالمة.”
شريكها السابق: "باميلا كانت تقول لي: إذا تركته سيقتلني"
قال الشريك السابق للشابة «باميلا جينيني»، التي قُتلت في منزلها بمدينة ميلانو، إن الضحية كانت تخشى إنهاء علاقتها بـ«جانلوكا سونتشين» خوفًا من انتقامه.
وأوضح في إفادته للشرطة: “رغم رغبتها في الابتعاد عنه وإنهاء العلاقة، كانت خائفة من فعل ذلك بشكل مفاجئ لأنها كانت تقول إن «سونتشين» قد يؤذيها أو يؤذي والديها، وكان يُهدِّدها قائلاً: ’إذا تركتِني سأقتلك وأقتل أمَّك‘. كانت تكرِّر لي: ’لا أستطيع أن أتركه، وإلَّا سيقتلني‘.”
وكان الشريك السابق هو من اتَّصل بالشرطة محاولًا إنقاذ «باميلا» عندما سمع صرخاتها خلال الهجوم الذي أودى بحياتها.
شريكها السابق: "هدَّدها بمسدَّس وصوّر مفاتيح منزلها لنسخها"
كشف الشريك السابق للضحية «باميلا جينيني» أن القاتل «جانلوكا سونتشين» كان هدَّدها في أغسطس الماضي بمسدَّس موجَّه إلى بطنها، أثناء وجودها معه في مدينة «تشيرفيا»، لكنَّها تمكَّنت من الهرب من منزله واستقلَّت سيارة أُجرة إلى «ميلانو».
وأوضح الشاهد في إفادته للشرطة أن «سونتشين» كان يَتعقَّب الضحية باستمرار، مضيفًا: “نَصحتُها بعدم استخدام بطاقة ’ريفولت‘ التي كان هو من سلَّمها لها، لأنَّها كانت وسيلته لمراقبة تحرُّكاتها وتتبُّع معاملاتها المالية.”
وأضاف أن «سونتشين» التقط صورة لمفاتيح منزل «باميلا» قبل فترة وجيزة من الجريمة، قائلاً لها إنَّه ينوي صنع نسخة منها، لكنَّها تمكَّنت من إجباره على حذف الصورة. ومع ذلك، يُعتقَد أنه استغل لاحقًا فرصة وجوده في منزلها بحجة المرض لنسخ المفاتيح، ما سمح له بالدخول إلى شقَّتها في شارع «إغليسياس» من دون إذن.
وأشار الشريك السابق إلى أن «باميلا» كانت قد أخبرته خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة بأنها قررت إنهاء العلاقة نهائيًا، لكن «سونشين» رفض مغادرة شقتها، مضيفًا أنها سافرت معه لاحقًا إلى «بادوفا» خوفًا من رد فعله العنيف، وهناك هدد بقتل كلبها.
وفي يوم الجريمة، حوالي الساعة السادسة مساءً، أخبرت «باميلا» الجاني بأنها أنهت علاقتهما بشكل قاطع. وفي صباح اليوم نفسه، كانت قد قالت لشريكها السابق إنها تنوي التوجه إلى «لوغانو» للتسجيل في الجامعة مع إحدى صديقاتها، لكنها كانت لا تزال تشعر بالخوف منه.
حين دقّت الشرطة جرس الباب، حاولت باميلا تضليل القاتل قائلة: "إنه عامل توصيل"
عندما طرق عناصر الشرطة باب الشقة ودقّوا جرس الاتصال الداخلي، قالت «باميلا جينيني» عن قاتلها «جانلوكا سونشين»: "إنه عامل توصيل من شركة غلوفو"، في محاولة منها لإقناعه بأنها لم تطلب المساعدة. إلا أن الرجل لم يصدقها، وبدأ على الفور بطعنها حتى الموت.
ووفق ما أفادت به شرطة «ميلانو»، فإن عناصر مكتب الوقاية العامة الذين استدعوا إلى الموقع بعد بلاغ من الجيران، اضطروا إلى اقتحام باب الشقة ليجدوا «باميلا» وهي في حالة حرجة غارقة في دمائها.
وخلال لحظات وصولهم، كان «سونشين» قد وجّه إلى نفسه طعنتين في العنق، في ما يبدو أنه محاولة انتحار أو تمثيل لمشهد انتحار. وقد تم نقله إلى مستشفى «نيغواردو» في ميلانو، حيث خضع للعلاج قبل أن يُعلن الأطباء أنه خارج دائرة الخطر وتم تسريحه من المستشفى لاحقًا.
“”
اتهام القاتل بسبق الإصرار والملاحقة الجسيمة في جريمة قتل «باميلا جينيني»
وجّهت النيابة العامة في «ميلانو»، ممثلةً بالمدعية «أليسيا مينغاتسو» وبمساعدة المحامية «ليتيسيا مانيلّا»، إلى المتهم «جانلوكا سونشين» البالغ من العمر 52 عامًا، تُهَم القتل مع سبق الإصرار والملاحقة (استوكينغ)، ضمن طلبها لتثبيت توقيفه الاحتياطي وإبقائه رهن الحبس في إطار التحقيق في مقتل الشابة «باميلا جينيني».
وخلال استجوابه أمام النيابة، التزم المتهم الصمت وامتنع عن الإجابة على الأسئلة.
وأوضحت النيابة أن تهمة القتل مع سبق الإصرار استندت إلى أن سونشين توجّه عمدًا إلى منزل الضحية مستخدمًا نسخة من المفاتيح التي كان قد استخرجها سرًّا قبل أسابيع، كما أحضر معه سكين صيد من خارج المنزل استخدمه في تنفيذ الجريمة.
أما تهمة الملاحقة (استوكينغ) فتم تثبيتها استنادًا إلى شهادات أصدقاء ومعارف الضحية الذين أكدوا أنها كانت تتعرض لـالضرب والتهديد والإيذاء الجسدي من قِبل الجاني.
كما أضافت النيابة إلى لائحة الاتهامات ظروفًا مشددة أخرى، من بينها "دوافع تافهة" و**"القسوة"** في تنفيذ الجريمة.
النيابة: لم تُسجَّل شكاوى سابقة ضد الجاني في ميلانو
أفادت مصادر قضائية في «ميلانو» بأنه لم تُقدَّم في السابق أي بلاغات رسمية إلى النيابة ضد المتهم «جانلوكا سونشين»، الذي كان على علاقة عاطفية مع «باميلا جينيني»، الشابة البالغة من العمر 29 عامًا والتي كانت تعتزم الانفصال عنه.
ووفق ما نقلته التحقيقات، فإن أصدقاء ومعارف الضحية أبلغوا المحققين خلال الساعات الأخيرة أن «باميلا» تعرضت في مناسبات عدة للضرب والتهديد من قبل شريكها، الذي اتسم سلوكه بـالطابع الملاحِق والمسيطر.
ومن المقرر أن يبتّ "قاضي التحقيقات الأوَّلية" (GIP) في الساعات المقبلة في طلب النيابة العامة الخاص بـتثبيت توقيف المتهم وإبقاءه رهن الحبس الاحتياطي على خلفية اتهامه بقتل «باميلا جينيني».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق