وبحسب ما ورد، تتضمّن الخطة سلسلة شروط تعتبرها أوكرانيا مرفوضة بالكامل، وتميل بشكل واضح لصالح روسيا. ووصف بعض المسؤولين المقرّبين من «زيلينسكي» المقترح بأنه «عبثي» و«استفزاز». ومع ذلك، تضع الخطة «زيلينسكي» في موقف بالغ الصعوبة: فهو لا يستطيع قبولها، لكن رفضها قد يعيد توتير علاقته بالرئيس الأميركي، الذي أبدى مؤخرًا انزعاجًا من عدم قدرته على تحقيق تقدّم بين الطرفين.
وبين البنود المطروحة: التنازل لروسيا عن كامل منطقة «دونباس»، بما في ذلك الأجزاء التي لم تستولِ عليها موسكو بعد ولا تسيطر عليها. وتتكوّن «دونباس» من منطقتي «دونيتسك» و«لوغانسك» شرق أوكرانيا، وقد كانت محور مطالب روسية منذ ما قبل الغزو الواسع في عام 2022، ولا تزال اليوم إحدى جبهات القتال الأكثر حساسية. ولاا تزال أوكرانيا تسيطر على جزء صغير منها.
كما تنصّ الخطة على التنازل عن شبه جزيرة «القرم» والمناطق الأوكرانية الأخرى المحتلّة، إلى جانب تقليص كبير للجيش الأوكراني ومنع كييف من امتلاك أسلحة بعيدة المدى يمكن أن تستهدف الأراضي الروسية. وتمنع الخطة أيضًا وجود قوات دولية على الأراضي الأوكرانية بعد التوصّل إلى وقف إطلاق نار محتمل، وهو ما يلغي خيار نشر قوة دولية لحفظ الاستقرار ومراقبة تنفيذ الاتفاق.
في المقابل، يُفترض أن تحصل أوكرانيا على «ضمانات أمنية» تشمل مجموعة من الالتزامات والآليات التي تطالب بها كييف لتجنّب هجوم روسي جديد، وتأمين قدرتها على الدفاع بفعالية في حال حدوثه. ورغم أن الضمانات تشكّل أحد مطالب «زيلينسكي» الأساسية، إلا أنّ طبيعتها في إطار هذه الخطة غير واضحة.
كما لا يُعرف ما إذا كانت الخطة الأميركية–الروسية قد استجابت لمطلب آخر ل«بوتين»، وهو التوصل إلى اتفاق سلام قبل إعلان وقف إطلاق النار، خلافًا لما يحدث عادة، بما يسمح لروسيا بمواصلة العمليات العسكرية خلال المفاوضات.
تمّ التفاوض على الخطة سرًا بين المبعوث الأميركي الخاص «ستيف ويتكوف» ونظيره الروسي «كيريل ديمترييف»، من دون إشراك أوكرانيا أو الدول الأوروبية. وشكّكت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية «كايا كالاس»، الخميس، في رغبة روسيا الحقيقية في إنهاء الحرب، مؤكدة أنه «لكي تنجح أي خطة سلام، يجب أن تحظى بدعم أوكرانيا وأوروبا».
وتتبادل روسيا وأوكرانيا الاتهامات بعرقلة المحادثات، في وقت يسعى الطرفان للحفاظ على علاقات جيدة مع «ترامب»، الذي بدا حتى الآن أقرب إلى مواقف «بوتين»، رغم تغييره المتكرر لوجهات نظره مؤخّرًا وإظهاره ضيقًا من تصلّب الموقف الروسي.
وذكرت «أكسيوس» أن «ويتكوف» كان من المقرر أن يناقش الخطة مع «زيلينسكي» خلال اجتماع في أنقرة، حيث توجّه الأخير لمناقشة خطة سلام أخرى أعدّتها كييف بالتعاون مع الحلفاء الأوروبيين، الذين يدعمون الموقف الأوكراني مع محاولتهم تجنّب توتير العلاقات مع واشنطن. وفي الوقت نفسه، يوجد في أوكرانيا هذه الأيام ضابطان رفيعا المستوى من الجيش الأميركي.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق