دراسة أمريكية تؤكِّد وجود صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وسرطان القولون - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

دراسة أمريكية تؤكِّد وجود صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وسرطان القولون

دراسة أمريكية تؤكِّد وجود صلة بين الأطعمة فائقة المعالجة وسرطان القولون

الإيطالية نيوز، الأحد 23 نوفمبر 2025 – تشير دراسة جديدة إلى أنَّ النِّظام الغذائي الغني بالأغذية فائقة التصنيع — من المشروبات المحلَّاة إلى الوجبات الخفيفة المعلَّبة وصولًا إلى الأطعمة الجاهزة — قد يزيد بشكل ملحوظ من خطر تطوُّر السلائل المعوية التي تُعدّ مرحلة تمهيدية لسرطان القولون والمستقيم ذي الظهور المبكِّر.


الدراسة التي تنبه إلى هذه المخاطر، منشورة في مجلة «جاما لعلم الأورام» (JAMA Oncology) وأجراها باحثون من «ماساتشوستس جنرال بريغهام» على نحو 30 ألف مشارك، تُظهِر أنَّ الاستهلاك المنتظِم لهذه المنتجات يرتبط بزيادة ملموسة تبلغ %45 في مستوى الخطر قبل سن الخمسين، وهي فئة عمرية يشهد فيها المرض ارتفاعًا مُقلِقًا.


وتبرز نتائج الدراسة أنَّ خفض استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع قد يُشكّل استراتيجية محورية للحدّ من الارتفاع المتسارع في حالات سرطان القولون والمستقيم المبكِّر، مؤكِّدةً على أنَّ جودة النِّظام الغذائي المعاصر تلعب دورًا ربَّما أكبر ممَّا كان يُعتقَد في الوقاية من هذا المرض.


الدراسة المنشورة في JAMA Oncology، بعنوان «استهلاك الأغذية فائقة التصنيع وخطر الأورام الأوليّة لسرطان القولون والمستقيم المبكّر لدى النساء»، تابعت على مدى 24 عامًا 29,105 ممرِّضة أميركية من المشاركات في مشروع Nurses’ Health Study II، وُلدن بين عامي 1947 و1964، وجميعهن خضعن لواحدة على الأقل من فحوصات التنظير السفلي قبل بلوغ سن الخمسين.


وقد ملأت المشاركات استبيانات غذائية كل أربع سنوات، ما أتاح تقدير استهلاكهن للأطعمة المصنَّفة “فائقة التصنيع” — مثل الوجبات الخفيفة المعلَّبة، والمشروبات المحلَّاة، والأطعمة الجاهزة الصناعية، ومنتجات الوجبات السَّريعة. وبالمتوسط، جاء 34.8% من السعرات اليومية من هذه المنتجات، بما يعادل نحو 5.7 حصص يوميًا.


أما النتيجة الأبرز، فهي أن النِّساء اللواتي استهلكن أكبر كمية من الأطعمة فائقة التصنيع سَجَّلن زيادة بنسبة 45% في خطر الإصابة بالأورام الغدية التقليدية مقارنة بمن استهلكن أقل كمِّية، وذلك حتّى بعد احتساب العوامل الأخرى التي قد تؤثِّر في الصحة. أمَّا بالنسبة إلى الآفات المسنّنة، فلم تُسجَّل علاقة ذات دلالة إحصائية.


ويشير جانب لافت من الدراسة إلى أن الارتباط كان خطيًا، إذ يقول البروفيسور «أندرو تشان»”كلما ازداد استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع، ارتفعت احتمالية تكوّن الزوائد البوليبية.


الرسالة التي تبرز من الدراسة واضحة: الحدُّ من استهلاك الأطعمة فائقة التصنيع يمكن أن يساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم لدى الفئات الأصغر سنًّا، عبر تبنّي اختيارات غذائية أكثر وعيًا ونظام يدعم توازن الجهاز الهضمي. لكنَّ النتائج لا تثبت علاقة سببية مباشرة، بل تشير إلى ارتباط قوي ضمن سياق بحثي يعتمد على الملاحظة.


وعلاوةً على ذلك، يوضِّح الباحثون أن النظام الغذائي، رغم أهميته، ليس العامل الوحيد وراء الزيادة المقلقة في حالات سرطان القولون والمستقيم المبكّر. فالصورة العامَّة مقلقة: في العديد من الدول ذات الدخل المرتفع، تُسجّل زيادة ملحوظة في تشخيص هذه الأورام بين من هم دون الخمسين، وهي زيادة لا يمكن تفسيرها فقط بتحسّن وسائل الفحص أو تعزيز برامج التحري.


وتشمل التفسيرات المحتملة مجموعة من الآليات البيولوجية، بينها تراكم تأثير المضافات الغذائية، والالتهابات المزمنة في الأمعاء، والتغيُّرات التي تصيب الميكروبيوم، إضافة إلى الانخفاض في استهلاك الألياف في الأنماط الغذائية التي تهيمن عليها المنتجات فائقة التصنيع. وتشير هذه العناصر مجتمعة إلى أنَّ التقليل — وليس بالضرورة الامتناع الكامل — عن هذه الأطعمة قد يحمل أثرًا وقائيًا يمكن أن يحدَّ من نمو هذه الظاهرة المرضية.


في ضوء المعطيات المتاحة، يتبيّن أن الحفاظ على نمط حياة صحي — يشمل ممارسة النشاط البدني بانتظام، والحفاظ على وزن مناسب، والإكثار من تناول الفاكهة والخضروات والألياف — لا يكفي وحده، بل يتطلّب الأمر أيضًا الانتباه إلى نوعية الأطعمة التي تُشكِّل النظام الغذائي اليومي.

فالمنتجات فائقة المعالجة ينبغي الحدّ من استهلاكها، ولا سيما لدى الأشخاص الذين لديهم عوامل خطر أخرى للإصابة بسرطان القولون والمستقيم، مثل وجود تاريخ عائلي للمرض، أو زيادة الوزن، أو الإصابة بالسكري.

ويمثل ذلك دعوة موجَّهة إلى صانعي السياسات الصحية وإلى الحملات التوعوية لتعزيز الوقاية وتسهيل الوصول إلى الأطعمة قليلة المعالجة وتشجيع استهلاكها، خصوصًا بين الفئات الأصغر سنًّا.


كما لا يجوز إغفال أهمية المتابعة الطبية؛ فظهور أعراض مثل تغيّر عادات الإخراج، أو وجود دم خفي، أو فقدان غير مبرّر للوزن، يستدعي استشارة الطبيب فورًا، من دون انتظار بلوغ السنّ التقليدي المحدد لبدء الفحوصات الوقائية عند سن الخمسين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا