وبحسب ما نقلته صحيفتا «ليكو» (الصدى) و «لوسواغ» (المساء) عن «مكتب الادعاء الأوروبي» (EPPO)، فإن التهم الموجهة ل «موغيريني» تشمل الاحتيال في منح العقود، والفساد، وتضارب المصالح، وذلك ضمن تحقيقات بشأن برنامج تدريبي مدته تسعة أشهر خُصّص لإعداد دبلوماسيين أوروبيين مستقبليين، وأسنده «جهاز العمل الخارجي الأوروبي» (EEAS) إلى "كوليج أوف يوروب". كما أوقف في القضية نفسها مسؤول رفيع في الكلية، إضافة إلى الأمين العام السابق لجهاز العمل الخارجي، الدبلوماسي الإيطالي «ستيفانو سانّينو».
وأكد الادعاء الأوروبي توقيف ثلاثة مشتبه بهم في إطار ما وصفه بـ«احتيال محتمل يمس برامج تدريبية مموّلة من الاتحاد الأوروبي»، مشيرًا إلى أنه طلب – وحصل – على رفع الحصانة عن «عدد من المشتبه فيهم». ولم يكشف الادعاء أسماء الموقوفين رسميًا.
وأوضح البيان أن الشرطة الفدرالية البلجيكية نفّذت مداهمات في عدة مبانٍ تابعة لـ"كوليج أوف يوروب" في مدينة بروج، وفي مقر جهاز العمل الخارجي ببروكسل، إضافة إلى تفتيش منازل المشتبه بهم. ويتم التحقيق بإسناد من «مكتب مكافحة الاحتيال الأوروبي» (OLAF) وقاضي التحقيق في مقاطعة «فلاندرز الغربية».
وتعود الوقائع المفترَضة إلى عامي 2021 و2022، حين أسند جهاز العمل الخارجي البرنامجَ محل التحقيق للكلية بعد عملية مناقصة. وتشير عناصر التحقيق إلى أن "كوليج أوف يوروب" أو ممثليه حصلوا مسبقًا على معلومات سرية حول معايير الاختيار، كما باشروا تنفيذ المشروع قبل نشر إعلان المناقصة رسميًا، في مخالفة للمادة 169 من اللائحة المالية للاتحاد الأوروبي بشأن قواعد المنافسة. ويشتبه أيضًا في مشاركة معلومات سرية مع أحد المتنافسين، ما قد يشكل «احتيالًا في العقود، وفسادًا، وتضارب مصالح، وانتهاكًا للسرية المهنية».
ووفق الصحف البلجيكية، تُحتجز «موغيريني» حاليًا رهن الاعتقال الاحتياطي، فيما يخضع «سانّينو» للتوقيف بانتظار استجوابه. أمّا المشتبه به الثالث فهو مسؤول بارز في الكلية لم تُحدَّد هويته.
يُذكر أن «موغيريني» شغلت منصب وزيرة الخارجية الإيطالية في 2014 قبل أن يتم تعيينها ممثلة عليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية ونائبة لرئيس المفوضية الأوروبية، وهو منصب شغلته لمدة خمس سنوات. ومنذ سبتمبر 2020 تتولى رئاسة "كوليج أوف يوروب". أما «سانّينو»، فعمل ممثلًا دائمًا لإيطاليا لدى الاتحاد الأوروبي (2013–2016)، وسفيرًا في إسبانيا، قبل أن يُعيّن أمينًا عامًا لجهاز العمل الخارجي مطلع 2021، وهو منصب أنهى شَغْلَه نهاية عام 2024.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق