المنظمون المحلِّيون في «سياتل» كانوا قد قرَّروا منذ فترة طويلة تخصيص هذه المباراة لتكون “مباراة الفخر” (Pride Match)، تزامنا مع فعاليات المسيرة السنوية للدعاية للمثلية الجنسية التي تُقام في المدينة خلال آخر عطلة أسبوع من يونيو. غير أنَّ القرعة التي أُجريت يوم الجمعة في «واشنطن» —بحضور الرئيس الأميركي «دونالد ترامب»— أسفرت عن مواجهة بين إيران ومصر، وهما بلدَان لا يتسامحان مع مجتمع المثلية الجنسية (LGBTQ).
ففي طهران تُعدّ المثلية جريمة قد تصل عقوبتها إلى الإعدام، بينما لا تُجرَّم رسميًا في القاهرة، إلَّا أنَّها كثيرًا ما تُلاحَق تحت مظلَّة قوانين “الآداب العامَّة”. وعلى أثر ذلك، تَقدَّم البلدان بطلبات رسمية لإعادة النظر في قرار «سياتل»، تفاديًا لارتباط يعتبرانه محرِجًا ومرفوضًا.
احتجاجات لدى “فيفا” وتعقيدات إضافية في ملف التأشيرات
انتقد رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، «مهدي تاج»، قرار تسويق المباراة بوصفها “مباراة الفخر”، معتبرًا إياه “خيارًا غير منطقي لمساندة مجموعات شاذة”. وأكَّد على تقديم اعتراضات رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بالتنسيق مع الجانب المصري.
ورغم أن فرص تراجع «سياتل» تبدو ضئيلة، فإنَّ الأشهر الستة المقبلة قد تدفع “فيفا” إلى البحث عن تسوية. ويواجه المنتخب الإيراني تحديات أخرى خلال البطولة، خصوصًا في ما يتعلق بالعلاقات الدبلوماسية المقطوعة مع اثنين من الدول المضيفة: الولايات المتحدة منذ أزمة السفارة عام 1979، وكندا منذ قطع العلاقات عام 2012، حيث تتولّى إيطاليا تمثيل المصالح الكندية.
وكانت طهران قد لوَّحت بمقاطعة قرعة يوم الجمعة احتجاجًا على رفض الولايات المتحدة منح تأشيرات دخول لبعض أعضاء الوفد الإيراني المشتبه بارتباطهم بالحرس الثوري، في خطوة قد تكون مقدمة لمشكلات مماثلة تطال لاعبين أو مسؤولين خلال البطولة نفسها. وفي نهاية المطاف، تراجعت إيران وشاركت في مراسم القرعة، لكن “المفاجأة” التي خرجت بها كانت أكثر مرارة من المتوقَّع.
