ورغم هذه الخلفية، يُنظَر في الولايات المتحدة إلى القرار على أنَّه هجوم مباشِر يستهدف مالك الشركة، «إيلون ماسك»، ما أطلق شرارة توتُّر ذي طابع جيوبوليتيكي.
وأوضحت المفوضية—في القرار الصادر الجمعة 5 ديسمبر—أنَّ العقوبة ترتكز على ثلاثة أسباب رئيسية:
-
أن “توثيق” الحسابات عبر علامة التحقُّق الزرقاء يعتمد على اشتراك مدفوع، وليس على عملية تحقُّق فعلية تُجريها المنصَّة، ما يُعدّ مضللاً للمستخدمين.
-
غياب أرشيف شفَّاف للمعلنين الذين يشترون المساحات الإعلانية.
-
القيود المفروضة على الباحثين الساعين للوصول إلى البيانات العامَّة للمنصَّة.
ولم يتضمَّن القرار أي إشارة إلى ملف الإشراف على المحتوى، رغم أنَّه كان محور جدل واسع بسبب اتهامات بنشر معلومات مضللة. وكانت هذه القضية قد بلغت ذروتها مع تصريحات «ماسك» التي زعم فيها أن الاتحاد الأوروبي اقترح عليه “اتفاقًا سرِّيًا وغير قانوني” لـ“الرقابة الصامتة” على محتوى المستخدمين.
«ماسك» يردّ: الاتحاد الأوروبي “يجب أن يُلغى”
ردود أميركية غاضبة: “هجوم على جميع الأميركيين”
في الولايات المتحدة، وصف وزير الخارجية «ماركو روبيو» الغرامة بأنَّها “هجوم على جميع الأميركيين” من قِبل حكومات أجنبية. واعتبر السناتور الجمهوري «تيد كروز»، أحد وجوه حركة MAGA، أن القرار “فظيع”. فيما قال وزير التجارة «هوارد لوتنيك» إنَّها تمثِّل تهديدًا لحُرِّية التعبير، بينما رأى رئيس لجنة الاتصالات الفدرالية «بريندان كار» أنَّ ما حدث هو شكل من أشكال الإقصاء غير العادل للشركات الأميركية.
وهو يستنِد إلى هذا الدعم السياسي الواسع، صوّر «ماسك» العقوبة على أنها استهداف مباشر له شخصيًا، وطالب الإدارة الأميركية بالرَّد بالمثل قائلًا: “يبدو من المناسب فرض ردِّنا ليس على الاتحاد الأوروبي فحسب، بل أيضًا على الأفراد الذين اتَّخذوا هذا الإجراء ضدي.”
“إكس” تعلّق حسابًا إعلانيًا يتبع للمفوضية الأوروبية
تداعيات دولية… وبدء العدّ التنازلي للامتثال
وتتجاوز القضية حدود الخلاف بين المفوضية الأوروبية والمنصة، إذ يُمثِّل القرار سابقة أساسية في العلاقات الدولية، خصوصًا في ظلِّ تبنّي إدارة ترامب نهجًا حمائيًا دفاعًا عن الشركات الأميركية. كما يعدّ هذا الإجراء أول تطبيق لعقوبة بموجب قانون الخدمات الرَّقمية، ما يجعله محطَّة لافتة من المؤكَّد ألا تمرَّ من دون متابعة عن كثب.