تصعيد خطير في اليمن: معارك على موارد الطاقة وتبدّل كبير في موازين القوى - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

تصعيد خطير في اليمن: معارك على موارد الطاقة وتبدّل كبير في موازين القوى

تصعيد خطير في اليمن: معارك على موارد الطاقة وتبدّل كبير في موازين القوى

الإيطالية نيوز، الثلاثاء 9 ديسمبر 2025 – في ظل صمت دولي لافت، عادت الحرب الأهليّة في اليمن إلى الواجهة مع تجدد القتال بوتيرة مرتفعة. فقد شنّ «المجلس الانتقالي الجنوبي» (STC)، وهو فصيل انفصالي مدعوم من الإمارات، هجومًا واسعًا خلال الأيام الماضية ضد «مجلس القيادة الرئاسي» (PLC)، الذي يُنظر إليه عمومًا باعتباره السلطة المركزية والمدعومة من السعودية.


وتشير التقديرات إلى أن شرارة المواجهات اندلعت بسبب نزاع حول منطقة نفطية، بينما أطلق المجلس الانتقالي عمليته العسكرية تحت اسم "المستقبل الواعد"، مستهدفًا مناطق في محافظتي حضرموت و المهرة، واللتين تقول بعض المصادر إنهما سقطتا بالكامل تحت سيطرته. كما أفادت تقارير بأن قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» أجبرت وحدات «مجلس القيادة الرئاسي» على الانسحاب من عدن، العاصمة المؤقتة للحكومة المعترف بها دوليًا.

ولم تمتدّ عمليات المجلس الانتقالي حتى الآن إلى مناطق أنصار الله (الحوثيين) المدعومين من إيران، لكن خارطة السيطرة في البلاد شهدت تحولات كبيرة خلال أيام قليلة.

أسباب الهجوم

لا تزال الأسباب المباشرة للهجوم غير واضحة تمامًا. وبحسب الرواية الأكثر تداولًا، فإن انتشار قوات "التحالف القبلي بحضرموت" — وهي ميليشيا موالية لـ«مجلس القيادة الرئاسي» — حول حقول النفط التابعة لشركة "بترومسيلة" أشعل التوتر.

وبررت تلك القوات تحركها بأنه يهدف إلى "حماية الموارد الوطنية من أي اعتداءات أو تدخلات خارجية"، إلا أن «المجلس الانتقالي الجنوبي» اتهمها بالتعاون مع "جماعات إرهابية" والتنسيق مع أنصار الله، إضافة إلى تسهيل عمليات التهريب.

ويرى محللون آخرون أن توقيت الهجوم مرتبط بالانفراجة الدبلوماسية بين السعودية وأنصار الله؛ إذ يسعى المجلس الانتقالي إلى تحقيق مكاسب ميدانية في مناطق النفوذ السعودي قبل التوصل إلى أي اتفاقات رسمية.

وقد بدأت التعبئة العسكرية للمجلس الانتقالي يوم 2 ديسمبر باتجاه شمال حضرموت، قبل أن تتحول في اليوم التالي إلى هجوم شامل.


تقدّم عسكري سريع

شارك في الهجوم قوات النخبة الحضرمية و ألوية الدعم الأمني، وتقدمت القوات بسرعة لافتة:

  • في الساعات الأولى دخلت سيئون وسيطرت على أطرافها ومطارها.

  • لاحقًا توغلت باتجاه الحوي ثم اجتاحت مدينة المكلا الساحلية، حيث أعلنت رسميًا إطلاق عملية "المستقبل الواعد".

  • واصلت قوات «المجلس الانتقالي الجنوبي» التقدم صوب العبر، إحدى أهم القواعد الموالية للسعودية.

  • كما هاجمت المناطق الشرقية وصولًا إلى المهرة، حيث سيطرت على مدن سيحوت ونشطون والغيضة، ووصلت لفترة وجيزة إلى الحدود مع عُمان.

وفي الوقت ذاته بدأت القوات بالتوجه نحو مأرب.


ردّ سعودي ومحاولات لاحتواء الموقف

بحلول الجمعة، تمكنت القوات السعودية من استعادة السيطرة على الحدود مع عُمان ووقف التقدم في المهرة، كما عززت مواقعها في العبر، لكن من دون تحقيق نتائج حاسمة.


وبنهاية الأسبوع الماضي، كان «المجلس الانتقالي الجنوبي» قد بسط نفوذه على أجزاء من شبوة ومأرب، إضافة إلى سيطرته على جزيرة بريم عند مدخل خليج عدن. كما طرد مسؤولي «مجلس القيادة الرئاسي» من عدن وواصل التقدم باتجاه تعز.

وتفيد تقديرات بأن المجلس الانتقالي يسيطر الآن على ما لا يقل عن نصف محافظة حضرموت ومعظم السواحل في المهرة. بينما ذكرت تقارير من الجزيرة والغارديان (نقلًا عن مراكز بحثية) أن المحافظتين سقطتا بالكامل، وأن «مجلس القيادة الرئاسي» يحتفظ فقط بأجزاء من مأرب وتعز.

وخلال اليومين الماضيين، أفادت مصادر بأن السعودية أوقفت الرحلات الجوية إلى عدن، فيما كثّف المجلس الانتقالي تحصين مواقعه الجديدة.


خلفية النزاع

تعود جذور الحرب الحالية إلى أكثر من عقد. فقد انطلقت الاحتجاجات في اليمن خلال الربيع العربي مطلع العقد الماضي، وانتهت بتنحي الرئيس علي عبد الله صالح وصعود نائبه عبد ربه منصور هادي. وفي 2014، سيطر أنصار الله على صنعاء ودفعوا هادي للاستقالة، ما أدى إلى انقسام البلاد بحلول 2015 إلى شمال يسيطر عليه الحوثيون وجنوب بيد الحكومة.

دخلت السعودية على الخط وشكلت "التحالف العربي" لدعم هادي، بمشاركة دول خليجية من بينها الإمارات. ومع استمرار الحرب وتعمّق الانقسامات، ظهرت الحركات الجنوبية المطالِبة باستقلال جنوب اليمن، ومنها تأسس المجلس الانتقالي الجنوبي عام 2017 بدعم إماراتي.

وعلى الرغم من أن«المجلس الانتقالي الجنوبي» انضم لاحقًا إلى «مجلس القيادة الرئاسي» نظريًا، إلا أنه فرض سيطرة فعلية على مساحات واسعة من جنوب البلاد. وبعد تقدم الأسبوع الأخير، تشير التقديرات إلى أنه يسيطر اليوم على نحو %60 من الأراضي اليمنية.

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا