وجاءت مشاركة «صلاح» في المغرب بعد غيابه عن التشكيلة الأساسية في خمس مباريات متتالية مع ليفربول، وهو ما أثار جدلًا عقب اعتراضه العلني على مدربه آرنه سلوت.
وتعرّض المنتخب المصري لنقص عددي في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، بعدما تلقى الظهير الأيمن «محمد هاني» بطاقة صفراء ثانية بسبب تدخل اعتُبر دَهسًا، أعقبها بطاقة حمراء.
وبعد جولتين في المجموعة الثانية، رفع المنتخب المصري، صاحب الرقم القياسي في عدد الألقاب (سبعة ألقاب)، رصيده إلى ست نقاط، ليضمن إنهاء الدور في المركزين الأول أو الثاني، والتأهل رسميًا إلى دور الـ16.
في المقابل، تجمّد رصيد جنوب أفريقيا عند ثلاث نقاط، بينما حصد كل من أنغولا وزيمبابوي نقطة واحدة، عقب تعادلهما 1-1 في وقت سابق بمدينة مراكش.
وقال «صلاح» عقب اللقاء: “أنا سعيد جدًا بالنتيجة، بالتأكيد. كانت مباراة صعبة، فقد سيطروا على مجريات اللعب معظم الوقت. إنه فريق يجيد الاحتفاظ بالكرة لفترات طويلة، لكننا وضعنا خطة لعب جيدة ونجحت.”
وأضاف: “حصدنا النقاط الثلاث، وهذا هو الأهم. الأجواء كانت مذهلة، وآمل أن نواصل على هذا النحو.”
من جانبه، انتقد مدرب جنوب أفريقيا، «هوغو بروس»، قرار ركلة الجزاء المحتسبة لمصر، قائلًا: “الركلة التي مُنحت لمصر كانت سخيفة، سخيفة جدًا. حسام حسن (مدرب مصر) قال لي بعد المباراة إنه فوجئ باحتسابها.”
وتابع: “أما بشأن عدم احتساب ركلة جزاء لنا في الدقائق الأخيرة، فذراع اللاعب المصري كانت ممدودة والكرة اصطدمت بها. كانت ركلة جزاء.”
وشهدت الدقيقة 11 أولى فرص اللقاء، عندما وصلت الكرة إلى صلاح، لكنه لم يتمكن من التقدم بالسرعة الكافية لمتابعة عرضية أرضية أرسلها محمد هاني.
وسرعان ما بدا واضحًا أن غالبية الجماهير تساند «الفراعنة»، بعدما تجاهل الحكم البوروندي مطالبات أحمد سيد «زيزو» بالحصول على خطأ، لتغمر صافرات الاستهجان أرجاء الملعب.
وعندما نفَّذ «صلاح» ركلة حرة إلى عمق منطقة جزاء جنوب أفريقيا، اندفع ثلاثة لاعبين مصريين نحو الكرة، لكن دون أن ينجح أي منهم في متابعتها.
ومع انتصاف الشوط الأول، تبلور نمط اللعب، حيث واصل المنتخب المصري الضغط الهجومي، في حين اعتمدت جنوب أفريقيا على الدفاع الهادئ والتدخلات المحكمة.
وحصل «تيبوهو موكوينا» على بطاقة صفراء بعد عرقلته «عمر مرموش» على مشارف منطقة الجزاء، غير أن مهاجم «مانشستر سيتي» سدد الركلة الحرة بعيدًا عن المرمى.
ومع تقدم دقائق الشوط الأول، سطعت الشمس في المدينة الساحلية الجنوبية، في مشهد مرحّب به للاعبين والجماهير، بعد أن أُقيمت العديد من مباريات دور المجموعات السابقة تحت أمطار غزيرة.
وانتهت إحدى الهجمات القليلة لجنوب أفريقيا بشكل مخيب، بعدما سدد «لايل فوستر» كرة ضعيفة تصدى لها بسهولة الحارس المصري المخضرم «محمد الشناوي» (37 عامًا).
وعقب حصول جنوب أفريقيا على ركلة حرة قريبة من خط التماس، نفّذ اللاعبون جملة تكتيكية تبادلوا خلالها التمريرات، قبل أن تنتهي بعرضية أمسك بها «الشناوي» بثبات.
وخضع «صلاح» لرقابة لصيقة من «أوبري مودِيبا»، ومع اقتراب نهاية الشوط الأول، تراجع نجم ليفربول إلى نصف ملعب فريقه للمساهمة في الاحتفاظ بالكرة.
وفي إحدى اللقطات، وأثناء مطاردة قائد مصر لكرة مشتركة مع الظهير الأيمن الجنوب أفريقي «خوليسو موداو»، رفع الأخير ذراعه اليسرى ليصيب عين «صلاح».
وبين احتجاجات مصرية، لجأ الحكم البوروندي إلى تقنية حكم الفيديو المساعد (VAR)، قبل أن يشير إلى نقطة الجزاء. ورغم التأخير الطويل قبل تنفيذ الركلة، بدا «صلاح» واثقًا، حيث سدد الكرة بنجاح، فيما ارتمى الحارس «رونين ويليامز» في الاتجاه الخاطئ.
وتواصلت الإثارة في الوقت بدل الضائع من الشوط الأول، عندما داس «هاني» على «موكوينا»، لينال بطاقة صفراء ثانية ويُطرد من اللقاء.
ومع التفوق العددي، كثّفت جنوب أفريقيا من هجماتها في الشوط الثاني، غير أن مصر كادت تضيف الهدف الثاني، بعدما تصدى «ويليامز» لمحاولة البديل «إمام عاشور» إثر ركلة حرة سريعة.
وقبل 15 دقيقة من النهاية، أظهر الشناوي رشاقته بتصديه بيده اليمنى لتسديدة أرضية من «فوستر»، محولًا الكرة إلى بر الأمان، في واحدة من عدة تصديات حافظت على تقدم المنتخب المصري حتى صافرة النهاية.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق