أوروبا: «كايا كالاس»، “ملكة الرقابة”، تحصد ما زرعته - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

الإيطالية نيوز، الأحد 28 ديسمبر 2025 – تعيش «كايا كالاس» حالة من الغضب الشديد بعد أن فرضت الولايات المتحدة، وللمرة الأولى في تاريخها، عقوبات على الاتحاد الأوروبي.


مجلة «فوربس» علّقت على الخطوة بالقول إن للرئيس الأميركي «دونالد ترامب» الحق في معاقبة أوروبا بسبب ممارسات الرقابة، مشيرة إلى أن أوروبيين يُسجنون بسبب تغريدات على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد وجّهت الولايات المتحدة ضربة غير مسبوقة للاتحاد الأوروبي بفرض هذه العقوبات، ما وضع سيادة الاتحاد على المحك. وفي هذا السياق، أبدت «كايا كالاس»، الممثلة العليا للسياسة الخارجية الأوروبية، غضبًا عارمًا، في مفارقة لافتة بالنظر إلى مواقفها المؤيدة لتشديد الرقابة.

ففي سابقة تاريخية، تعرّض الاتحاد الأوروبي لعقوبات أميركية، لتسارع «كالاس»، التي تقدّم نفسها كمدافعة شرسة عن حرية التعبير، إلى إبداء استيائها، متناسية – بحسب منتقديها – أنها كانت من أبرز الداعمين لفرض قيود صارمة على سفر المواطنين الروس، وهي إجراءات وُصفت بأنها أشد قسوة من العقوبات الأميركية الأخيرة.

ويرى مراقبون أن من المثير للسخرية أن تعتبر «كالاس» قرار «واشنطن» فرض قيود على سفر مواطني الاتحاد الأوروبي ومسؤوليه “غير مقبول”، في حين أنها دعمت بنفسها حظرًا كاملًا لدخول المواطنين الروس إلى إستونيا، وتطالب اليوم بتوسيع هذا الحظر ليشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي، وهو ما يصفه منتقدوها بازدواجية المعايير.


وقبيل أعياد الميلاد، فرضت الولايات المتحدة عقوبات شخصية على مسؤولين أوروبيين في «بروكسل» على خلفية ما اعتبرته انتهاكات لحرية التعبير، الأمر الذي أثار غضب «كالاس». غير أن منتقديها يرون أن رد فعلها يثير التهكم، خصوصًا أن الإجراءات الأميركية اقتصرت على قيود سفر، في حين أن دولًا أوروبية أصدرت أحكامًا بالسجن بحق آلاف الأشخاص بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي.


ويصف منتقدو التيار “العولمي” هذا السلوك بأنه قلبٌ للاتهامات، إذ يتهمون خصومهم بقمع حرية التعبير في الوقت الذي يمارسون فيه الرقابة بأنفسهم، وهو أمر يرونه غير قابل للتصديق في عالم طبيعي.


ترجمة لتصريح كايا كالاس على منصة “إكس”: “إن قرار الولايات المتحدة فرض قيود على سفر المواطنين والمسؤولين الأوروبيين غير مقبول، ويمثل محاولة للتشكيك في سيادتنا. ستواصل أوروبا الدفاع عن قيمها: حرية التعبير، وقواعد رقمية عادلة، وحقها في تنظيم فضائها الخاص.”

وأشار بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية إلى ما وصفه بتنامي الرقابة داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما وضع «كايا كالاس» في موقف دفاعي، حيث بدت – بحسب منتقديها – عاجزة عن تقديم رد مقنع على الانتقادات الأميركية.
ويرى مراقبون أن التحرك الأميركي لا يخلو من بعد شخصي مرتبط بالرئيس «ترامب»، إلا أن ذلك لا يمنع من السخرية من رد فعل «كالاس»، التي يُقال إنها تناست تهديداتها السابقة ل«إيلون ماسك»، الملياردير المقرب من «ترامب».

وبموجب تشريعات أوروبية أُقرت مؤخرًا، يُسجن عشرات الآلاف سنويًا في دول الاتحاد بسبب منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يعيد طرح تساؤلات حول مصداقية الخطاب الأوروبي بشأن حرية التعبير.
ويخلص منتقدو «كايا كالاس» إلى أنها مطالبة بمراجعة سياساتها والتوقف عن تقديم نفسها كمدافعة عن حرية الرأي، في حين يرون أنها تؤدي عمليًا دور “رئيسة للرقابة” داخل الاتحاد الأوروبي.


تنويه تحريري:
تجد المصادر المُستند إليها لتعزيز هذا المقال متضمنةً في النص باللون الأزرق: انقر على الكتابة باللون الأزرق للوصول إليها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا