تقرير: مناطق جنوب إيطاليا تواجه أزمة تربوية متفاقمة.. ملايين الشباب خارج التعليم والعمل - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

تقرير: مناطق جنوب إيطاليا تواجه أزمة تربوية متفاقمة.. ملايين الشباب خارج التعليم والعمل

تقرير: مناطق جنوب إيطاليا تواجه أزمة تربوية متفاقمة.. ملايين الشباب خارج التعليم والعمل

 الإيطالية نيوز. السبت 24 مايو 2025 – تشير أحدث التقارير الصادرة عن "مجموعة العمل من أجل اتِّفاقية حقوق الطفل والمراهق" (CRC) في إيطاليا إلى وضع مُقلق يطال شريحة واسعة من الشباب الإيطالي، حيث يسجل ارتفاع مقلق في نسب التسرب المدرسي والبطالة التعليمية، إلى جانب ازدياد عدد من يُعرفون بـ"النيت" (NEET)، أي الشباب غير المنخرطين في التعليم أو التدريب أو سوق العمل.


وبحسب الأرقام الواردة في التقرير، فإنَّ نحو %10.5 من الشباب الإيطالي بين سن 18 و24 عامًا في عام 2023 لم يتمكنوا من الحصول على أي مؤهل دراسي أعلى من الشهادة الإعدادية، ما يصنف ضمن "التسرب المدرسي المبكر". لكن الأخطر من ذلك أن %16.1 من الفئة العمرية بين 15 و29 عامًا لا يدرسون ولا يعملون ولا يتلقون أي نوع من التدريب المهني، ما يجعلهم فعليًا في حالة "جمود اجتماعي".


تفاوت إقليمي صارخ بين الشمال والجنوب

تكشف البيانات عن فوارق إقليمية حادة، حيث يبدو الجنوب الإيطالي الأكثر تضررًا. ففي كامبانيا، تبلغ نسبة التسرب المدرسي %16، بينما ترتفع النسبة في صقلية وسردينيا إلى أكثر من %17، متجاوزة بفارق كبير الأهداف الأوروبية. وفي بولزانو، شمال البلاد، تُسجل نسبة تسرب %16.2، لكن مع الإشارة إلى وجود بدائل تعليمية خاصة قد تفسر هذا الرقم جزئيًا.


في المقابل، أظهرت مناطق مثل لاتسيو وماركي أداءً أفضل بكثير، مع نسب تسرب لا تتجاوز %6.1.


"التسرب الضمني": أزمة صامتة في الكفاءات

ولا تتوقف الأزمة عند حدود الأعداد التي تغادر مقاعد الدراسة مبكرًا، بل تمتد إلى من يُكملون التعليم دون اكتساب المهارات الأساسية. إذ تشير المعطيات إلى أن %38.5 من الطلاب لا يمتلكون الكفاءة الكافية في اللغة الإيطالية رغم حصولهم على شهادة دراسية، بينما يعاني %44.2 من ضعف كبير في المواد العلمية. وهي ظاهرة يُطلق عليها الخبراء "التسرب الضمني".



أما في الكفاءات الرياضية والعددية، فتظهر الفوارق بوضوح أكبر: ففي موليزي، يتجاوز معدل ضعف المهارات العددية %56.7، يليه صقلية بـ54.8% وسردينيا بـ52.9%، فيما تحتفظ مناطق الشمال مثل ترينتينو وفينيتو ولومبارديا بمستويات أقل من %35.


النيت (NEET): ظاهرة اجتماعية مقلقة

تُعد ظاهرة "النيت" من أكثر المؤشرات المثيرة للقلق، لا سيما في صقلية حيث تبلغ نسبة الشباب غير النشطين اجتماعيًا واقتصاديًا %27.9، وفي كامبانيا بـ %26.9، وهي أرقام تقارب ضعف المتوسط الوطني. وتليها بوليا بنسبة %22.2. أما المناطق الأقل تأثرًا فتشمل فالي داوستا بـ %9.9 وفينيتو بـ %10.5.


واقع يتطلب إصلاحًا هيكليًا عاجلًا

تشير هذه الأرقام إلى أن إيطاليا تقف أمام تحدٍ تربوي واجتماعي عميق، يتطلب تدخلًا ممنهجًا وشاملًا لإعادة دمج ملايين الشباب في المسارات التعليمية والمهنية، لا سيما في المناطق الأكثر هشاشة. كما يؤكد التقرير أن السياسات التعليمية الحالية لم تنجح بعد في الحد من الظاهرة أو معالجة أسبابها البنيوية، وعلى رأسها الفقر، التفاوت الإقليمي، وضعف جودة التعليم.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا