وجاءت تصريحات «كْروزيتُّو» خلال مقابلة بُثَّت مساء الإثنين 26 مايو في برنامج "كوارطا ريبوبليكا" (الجمهورية الرابعة)، حيث أوضح أن "العام المقبل سيضاعف التحالف الأوروبي لإنتاج صواريخ نظام SAMP/T معدَّلات الإنتاج"، مشيرًا إلى أنَّ "أولى عمليات التسليم ستبدأ خلال عام إلى عام ونصف".
وأكد «كْروزيتُّو» على "اتِّساق موقف حكومة «ميلوني» في دعمها لكييف"، لافتًا إلى أنَّ الصواريخ المنتَجة تشكِّل أحد أعمدة المساعدات الإيطالية الموجَّهة للقوات الأوكرانية.
تعزيز القدرات البشرية والتقنية في القوات المسلحة
في حديثه عن الاحتياجات المستقبلية للقوات المسلحة الإيطالية، شدد «كْروزيتّو» على ضرورة استقطاب "كوادر فنية ومهنية جديدة لا تتوفر عادة في الجيش"، مثل "خبراء الذكاء الاصطناعي"، بالإضافة إلى تعزيز العدد الكلِّي للعناصر العسكرية. وأضاف أن هناك مشاريع قيد الدراسة بالتعاون مع هيئة الأركان العامَّة، سيتم عرضها لاحقًا على البرلمان، وتهدف إلى زيادة عدد أفراد القوات المسلَّحة.
نظام SAMP/T ودور إيطاليا في الأمن الأوروبي
وأوضح الوزير أنَّ نظام SAMP/T، الذي يُعد أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطوُّرًا في الترسانة الإيطالية، سيكون محور الزيادة في الإنتاج. ويجري تطوير هذا النظام عبر تحالف "يورو سام"، الذي يضمُّ شركات MBDA إيطاليا وMBDA فرنسا، إلى جانب شركة "تاليس" الفرنسية. وتعد MBDA أكبر مجموعة أوروبية لصناعة الصواريخ وتقنيات الدفاع، وتخضع لملكية مشتركة بين "إيرباص" و"BAE سيستمز" (بنسبة %37.5 لكل منهما)، إضافة إلى مجموعة "ليوناردو" الإيطالية (%25).
أوروبا تمضي في خطة إعادة التسلّح
في السياق ذاته، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روته، أن أوروبا وكندا سترفعان مساهمتهما في ميزانية الحلف إلى %70 بحلول عام 2032.
من جهته، أقرَّ مجلس وزراء الاتحاد الأوروبي تأسيس "صندوق SAFE"، وهو أحد الركائز الأساسية في خطَّة إعادة التسلُّح التي تتبنَّاها رئيسة المفوضية الأوروبية، «أورسولا فون دير لاين». ويهدف الصندوق إلى جمع ما يصل إلى 150 مليار يورو من الأسواق لتمويل الدفاع الأوروبي، عبر تقديم قروض مباشرة للدول الأعضاء، إلى جانب تبسيط إجراءات الشراء الموحَّد للتجهيزات الدفاعية.
وتتضمَّن خطة «فون دير لاين» دعوة الدول الأعضاء إلى طلب تعليق مؤقَّت لقواعد "ميثاق الاستقرار" المالي من أجل التمكُّن من زيادة الإنفاق الدفاعي إلى %1.5 من النَّاتج المحلي الإجمالي لمدة أربع سنوات، ما قد يتيح – بحسب تقديرات المفوِّضية – ضخ ما يصل إلى 650 مليار يورو في القطاع الدفاعي الأوروبي خلال هذه الفترة.
وقد بادرت حتَّى الآن 16 دولة عضو بطلب استثناء من ميثاق الاستقرار بهدف رفع ميزانياتها الدفاعية، في مؤشِّر واضح على التحوُّل الاستراتيجي نحو إعادة التسلُّح وتكثيف القدرات العسكرية في القارة الأوروبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق