الإيطالية نيوز، السبت 10 مايو 2025 – في زيارة غير مُعلَنة مُسبَقًا، وصل صباح السبت قادة فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وبولندا إلى العاصمة الأوكرانية كييف، في خطوة رمزية وعملية لدعم أوكرانيا وتعزيز الجهود الرَّامية إلى التوصُّل لوقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا في الحرب المستمرَّة مع روسيا.
الرَّئيس الفرنسي «إيمانويل ماكرون»، ورئيس الوزراء البريطاني «كير ستارمر»، ورئيس الوزراء البولندي «دونالد توسك»، والمستشار الألماني الجديد «فريدريش ميرتس»، وصلوا إلى كييف على متن قطار خاص انطلق من بولندا مساء الجمعة، حيث من المقرَّر أن يعقدوا لقاءً مع الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي»، يليه اجتماع عبر الفيديو مع قادة أوروبيين أخرين، بينهم رئيسة الوزراء الإيطالية «جورجا ميلوني»، التي لم تحضر إلى كييف.
الزيارة التي جاءت بعد أقل من 24 ساعة من إعلانها، تهدف إلى إظهار وحدة الموقف الأوروبي في دعم كييف، بالأخص بعد عرض القوة الذي قدمه الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» في موسكو خلال "احتفالات النصر" على النازية خلال الحرب العالمية الثانية، بحضور زعماء عالميين، أبرزهم الرئيس الصيني «شي جين بينغ». كما حضر الاحتفالات كل من رئيس وزراء سلوفاكيا، «روبرت فيتسو» – وهو الزعيم الوحيد من الاتحاد الأوروبي – والرئيس الصربي «ألكسندر فوتشيتش»، المعروف بقربه من موسكو رغم تطلُّع بلاده للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
![]() |
«إيمانويل ماكرون» و«أولاف شولتز» و«ماريو دراغي» في القطار إلى كييف في يونيو 2022 |
خطط لوقف إطلاق نار مشروط بقوُة مراقبة أوروبية
الاجتماعات تهدف أيضًا إلى طرح مبادرة أوروبية لوقف إطلاق النار لمدَّة 30 يومًا، وفقًا لخطَّة مُقسَّمة إلى ثلاث مراحل من عشرة أيام لكل منها، حسب ما نقلته وسائل إعلام دولية. ويدعو البيان الأوروبي المشترَك، الصادر مساء الجمعة، الولايات المتحدة إلى دعم هذه المبادرة والمشاركة في جهود إنجاحها.
وتتضمَّن الخطَّة تهديدًا بفرض **عقوبات جديدة** على موسكو في حال رفض المبادرة أو الإخلال ببنودها. كما أعربت كل من فرنسا وبريطانيا عن استعدادهما لنشر قوات أمنية للمساعدة في مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النَّار، إذا ما جرى التوصُّل إلى اتِّفاق، رغم تباين الآراء داخل التحالف الأوروبي بشأن جدوى إرسال قوَّات ميدانية، في ظلِّ تردُّد بعض الدول واشتراط أخرى وجود قيادة عسكرية أمريكية لأي تحرُّك ميداني.
الاجتماع عن بعد، الذي ستشارك فيه «ميلوني» إلى جانب باقي القادة، سيناقش أيضًا تطوُّرات ما يُعرَف بـ"تحالف الراغبين"، الذي تأسَّس في مارس الماضي لوضع تصوُّر لخارطة طريق سياسية تُنهي الحرب وتضمن تنفيذ شروط السَّلام، مع بحث إمكانية الحفاظ على وجود عسكري أوروبي داخل أوكرانيا لضمان الاستقرار مستقبلًا.