ووفقًا لبيانات الجمعية، فقد جرى رصد هذا التصاعد الواضح بين عامي 2020 و2023، بالأخص في إقليم لاتسيو، كما سجَّلت مدينة "بولونيا" نموًّا مماثلًا، بحسب ما أكَّدته دراسات منشورة في دوريات طبية مرموقة مثل Infectious Diseases of Poverty و Sexually Transmitted Infections.
تهديد متصاعد للصحة العامة
رغم أنَّ الجَرَب لم يُستأصَل عالميَا، إلَّا أنَّ وتيرة انتشاره ارتفعت بشكل مقلق في أوروبا خلال الأعوام الأخيرة، وإيطاليا ليست استثناءً. وقد وثَّقت الجمعية تفشّي المرض في عدد من المؤسَّسات مثل دور الرعاية الاجتماعية، والمدارس، والمستشفيات.
ووصف باحثون إيطاليون في دراسة نُشرت في مجلة Infectious Diseases of Poverty هذا الانتشار المتسارع بأنه "تهديد ناشئ للصحة العامة". وتشير النتائج إلى أنَّ بين أسباب هذا الارتفاع، ظهور مقاومة متزايدة للعقاقير التقليدية المستخدَمة لعلاج المرض، وعلى رأسها دواء "بيرميثرين".
أعراض المرض وآلية انتقاله
الجَرَب هو مرض جلدي مُعدٍ يسبِّبه طفيلي يُعرَف بإسم Sarcoptes scabiei، ويُنتقَل غالبًا عبر التلامس المباشر مع شخص مصاب، أو من خلال استخدام الأدوات الشخصية الملوَّثة مثل المناشف، أو المفارش، أو الملابس.
العَرَض الرئيسي هو الحكة الشديدة، التي تزداد حدتها خلال الليل، وتُصاحبها عادةً طفوح جلدية أو بثور صغيرة، تظهر غالبًا بين الأصابع، أو عند المعصمين، أو حول السُرَّة، أو في المنطقة التناسلية.
ويُوصى بزيارة الطبيب فور الشك في الإصابة، حيث يُعتمد في العلاج عادةً على كريمات موضعية تحتوي على مادة "بيرميثرين". كما يجب علاج جميع من كانوا على اتصال وثيق بالمريض، حتى وإن لم تظهر عليهم أعراض، وذلك للحد من انتقال العدوى. ويُنصَح بغسل الأغطية والملابس بماء ساخن للقضاء على الطفيليات.
الفئات الأكثر عرضة
أوضحت الجمعية الإيطالية أنَّ الفئات الأكثر عرضةً للإصابة تشمل الأطفال والمراهقين، نظرًا لاختلاطهم في أماكن مكتظَّة مثل المدارس وصالات الألعاب. كما يواجه كبار السِّن، بالأخص نزلاء دور الرِّعاية، خطرًا مرتفعًا أيضًا.
وتشمل الفئات الهشَّة الأخرى المهاجرين، لاسيما القادمين من دول تعاني من انتشار واسع للمرض، إضافة إلى الأشخاص من دون مأوى، ممن يعيشون في بيئات مكتظَّة أو ذات شروط صحية متدنية.
وتدعو الجهات الصحية في البلاد إلى تعزيز الوعي والتشخيص المبكِّر، واتخاذ تدابير وقائية فعَّالة لاحتواء هذا المرض الجلدي سريع الانتشار.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق