الصين تُنشِىء منظَّمة دولية لحل النِّزاعات بين الدول المتخاصمة - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

الصين تُنشِىء منظَّمة دولية لحل النِّزاعات بين الدول المتخاصمة

الصين تُنشِىء منظَّمة دولية لحل النِّزاعات بين الدول المتخاصمة

الإيطالية نيوز، الأربعاء 4 يونيو 2025 – أعلنت الصين عن تأسيس منظمة قانونية دولية جديدة تُعرف بإسم "المنظمة الدولية للوساطة" (OIMed)، وُقّعت اتفاقية إنشائها قبل أيام في هونغ كونغ بمشاركة 32 دولة كمؤسسين، وحضور ممثلين عن أكثر من 50 دولة و20 منظمة دولية.


خلفيات ودوافع الإنشاء

  • تهدف "OIMed" إلى حل النزاعات الدولية سلميًا من خلال الوساطة، بعيداً عن النموذج الغربي القائم على المواجهة و"اللعبة الصفرية".

  • الدافع الرئيسي لإنشائها هو فشل الأمم المتحدة، بحسب رؤية صينية، في تطبيق مبادئ ميثاقها، خاصة في ظل هيمنة القوى الغربية.

  • تعكس المنظمة رغبة في إعادة تشكيل النظام الدولي عبر آليات جديدة تعزز تعددية الأقطاب.


السمات المميزة للمنظمة

  • تعتمد على مبدأ "رابح-رابح" (win-win)، وهو مفهوم محوري في الفكر السياسي الصيني.

  • مقرها في هونغ كونغ، التي تُعد جسراً جغرافياً وثقافياً بين الشرق والغرب.

  • تستند إلى الثقافة القانونية الصينية التقليدية، التي تعطي الأولوية للتفاهم والصلح، خلافاً للأنظمة الغربية التي تفضل التقاضي والتحكيم.


السياق الجيوسياسي

  • تأتي هذه الخطوة في وقت تتزايد فيه الانقسامات العالمية، وتُطرح تساؤلات حول فاعلية النظام الدولي القائم.

  • يرى مراقبون أن OIMed قد تعزز نفوذ الصين دولياً، وتدفع باتجاه نظام عالمي جديد غير خاضع للهيمنة الغربية.

  • تتماشى المبادرة مع تطلعات مجموعة البريكس (BRICS) لإعادة تشكيل الحوكمة العالمية وتحديث الأمم المتحدة.


التحديات والطموحات

  • نجاح "OIMed" يتوقف على مدى الاعتراف الدولي بها، ومدى تجاوب الدول الأخرى للانضمام إليها أو التعامل معها.

  • الصين تدعو الدول الموقعة إلى الإسراع في المصادقة على الاتفاقية، وترحب بانضمام دول جديدة.


يمثل تأسيس المنظمة الدولية للوساطة تجسيدا عمليا لمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، إذ تنص المادة 33 منه بوضوح على أن الوساطة هي من الوسائل الأساسية لتسوية النزاعات الدولية بالطرق السلمية. ورغم ذلك، لم تكن هناك حتى الآن منظمة حكومية دولية مختصة في هذا المجال. وتسعى المنظمة الجديدة إلى التوسط في النزاعات بين الدول، أو بين الدول والمستثمرين الأجانب، إضافة إلى النزاعات التجارية الدولية، وذلك استناداً إلى إرادة الأطراف المعنية. وستسدّ هذه المنظمة فجوة مؤسساتية في النظام الدولي للوساطة، وتُعد إضافة مهمة كمنفعة عامة عالمية في مجال سيادة القانون من أجل تحسين الحوكمة العالمية.


كما يُجسّد تأسيس المنظمة إيماناً حضارياً راسخاً بقيمة الوئام، إذ إن حلّ النزاعات بالحوار والتشاور هو قيمة مشتركة وطموح مشترك للحضارات الكبرى كافة. ومن شأن ولادة هذه المنظمة أن تسهم في تجاوز عقلية "رابح-خاسر" ذات المنطق الصفري، وأن تدعم التسوية الودية للنزاعات الدولية، بما يُعزز علاقات دولية أكثر انسجاماً.


وفي الوقت ذاته، يُمثل تأسيس المنظمة مثالاً يحتذى على الشمول الثقافي في ميدان سيادة القانون. فهي تستلهم أفضل ما في الأنظمة القانونية الكبرى، وتحترم إرادة الأطراف، وتستفيد من خصائص الوساطة كالمرونة والكفاءة وقلة التكلفة والسهولة في التطبيق. وستُكمل هذه المنظمة آليات التقاضي والتحكيم الدولي القائمة، وستخلق معها حالة من التكامل والانسجام.


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا