التحرك جاء في عيد الاستقلال الأميركي، الذي وصفه «ماسك» بأنه «اللحظة المثالية للسؤال: هل تريدون الاستقلال عن نظام الحزبين؟»، في إشارة إلى الاستقطاب المزمن بين الديمقراطيين والجمهوريين. بعد يومين من هذا التصريح المثير على منصة "إكس" (تويتر سابقًا)، التي يملكها، جاء الإعلان الرسمي: «أُطلق "حزب أمريكا" لإعادة الحرية إلى الأميركيين، ومحاربة الفساد والهدر».
هجوم مبطن ضد الجمهوريين والديمقراطيين... وترامب
ورغم أن «ماسك» كان حتى وقت قريب على علاقة تعاون مع شخصيات بارزة في إدارة «دونالد ترامب»، فإن قراره يبدو بمثابة قَطيعة واضحة مع التيار الجمهوري، لا سيما بعد تمرير حزمة التشريعات الضريبية الأخيرة، التي اعتبرها ماسك «كارثية» على المالية العامة الأمريكية، قائلاً إنها «ستقود الولايات المتحدة إلى الإفلاس».
ملامح الحزب الجديد: شعبوية تكنولوجية؟
لم تتضح بعد ملامح البرنامج السياسي الكامل لـ "حزب أمريكا"، لكن رسائل ماسك الأولية توحي بحزب ذو نزعة شعبوية – ليبرالية تقنية، يعارض النخب السياسية التقليدية، ويروّج لمزيد من الحريات الفردية، الحكومة الأصغر، ووقف "العبث المالي" على حد وصفه.
هل يترشح للرئاسة؟
السؤال الذي يطرحه الجميع الآن: هل يمهّد ماسك بهذا لإعلان ترشحه لرئاسة الولايات المتحدة؟ رغم أن الدستور الأمريكي يمنع من ولدوا خارج البلاد – وماسك وُلِد في جنوب أفريقيا – من شغل منصب الرئيس، فإن دوره كـ"kingmaker" في السياسة الأمريكية قد يصبح أكثر تأثيرًا من أي ترشح رسمي، خاصة إن نجح حزبه في جذب قاعدة ناخبين مستقلة وساخطة على الوضع القائم.
ما هو مؤكد في الوقت الراهن هو أن دخول ماسك على خط السياسة بشكل مباشر يضيف عنصرًا غير تقليدي إلى حملة 2024–2028، ويضع أمام الحزبين التقليديين تحديًا غير مسبوق: مواجهة رجل يملك الثروة، النفوذ التكنولوجي، والجاذبية الجماهيرية، الآن أيضًا… حزبًا سياسيًا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق