وُلد «صنع الله إبراهيم» في القاهرة عام 1937، وفي خمسينيات القرن الماضي ترك مقاعد الدراسة الجامعية لينخرط في النضال السياسي ضمن صفوف الحزب الشيوعي المصري. وفي يناير 1959، اعتُقل مع عدد كبير من الناشطين اليساريين في عهد الرئيس «جمال عبد الناصر»، ولم يُفرَج عنه إلا عام 1964.
شكّلت فترة السّجن نقطة تحوُّل في حياته، إذ قرّر التفرّغ للكتابة الأدبية. وفي عام 1966، أصدر روايته الأولى "تلك الرائحة" (المترجمة إلى الإيطالية بعنوان Quell’odore) التي تعرَّضت للرقابة الحكومية، لكنها سرعان ما رسخت مكانته كأحد رواد الحركة الأدبية الطليعية في مصر خلال ستينيات القرن الماضي.
على مدى مسيرته، نشر «صنع الله إبراهيم» 11 رواية، تُرجم بعضها إلى الإيطالية، منها: "اللجنة" (1981)، "الذات" (1992)، و"وردة" (2000). وتُعتبر رواية "ذات" أشهر أعماله، إذ ترصد تاريخ مصر المعاصر من سقوط الملكية عام 1952 وحتى عهد الدكتاتور «حسني مبارك»، من خلال قصة امرأة من الطبقة الوسطى.
بفضل هذه الرواية، أصبح «صنع الله إبراهيم» أيقونة لجيل الشباب المصري الذي شارك في ثورات “الربيع العربي” عام 2011، والتي أطاحت بأنظمة حكم استمرت لعقود، بينها النظام الاستبدادي لِـ «مبارك».
وفي عام 2003، أثار «صنع الله إبراهيم» جدلًا واسعًا حين رفض تسلّم جائزة القاهرة لأفضل رواية من وزارة الثقافة المصرية، منتقدًا الحكومة التي قال إنها «تقمع شعبها، وتغذي الفساد، وتتسامح مع وجود سفير إسرائيلي بينما إسرائيل تقتل وتغتصب»، في إشارة إلى الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية خلال الانتفاضة الثانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق