خطة السلام الأمريكية تفجر أزمة: «زيلينسكي»يحذِّر من فقدان حليف رئيسي ويدعو للوحدة

السبت 22 نونبر 2025 - حذَّر الرئيس الأوكراني «فولوديمير زيلينسكي» شعبه مساء يوم أمس الجمعة من أن البلاد تواجه "أحد أصعب اللحظات في تاريخنا"، مع تزايد الضغوط لقبول خطة سلام أمريكية مثيرة للجدل قد تجبر كييف على تقديم تنازلات كبيرة لروسيا.

وفي خطاب مصوَّر مدته عشر دقائق، بدا فيه «زيلينسكي» جادََّا، رسم صورة قاتمة للوضع الراهن، مشيرًا إلى أن أوكرانيا قد تضطرُّ للاختيار بين "فقدان كرامتها أو المجازفة بفقدان شريك رئيسي" في إشارة واضحة إلى الولايات المتحدة.

ضغط أمريكي وخيارات صعبة

يأتي خطاب «زيلينسكي» في الوقت الذي تتداول فيه تفاصيل خطة سلام أمريكية من 28 نقطة، والتي يرى العديد من المراقبين الأوروبيين والأوكرانيين أنَّها تميل لصالح موسكو بشكل كبير وتحمل اوكرانيا إلى حد "الاستسلام". ووفقًا لمصادر، فإنَّ الخطة تشمل مطالبة كييف بالتخلِّي فعليًا عن الأراضي التي تسيطر عليها روسيا حاليًا، بما في ذلك «القرم» و «دونيتسك» و «لوهانسك»، والقبول بوضع الحياد الدائم.

وأكد «زيلينسكي» أنَّه تحدث هاتفيًا مع نائب الرئيس الأمريكي «جيه. دي. فانس» لمدة ساعة تقريبًا لبحث المقترَح، وتعهَّد بالعمل "بهدوء" مع واشنطن وجميع الشركاء لضمان أن تؤخَذ المصالح الوطنية الأوكرانية في الاعتبار. وقال: "سأقاتل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع لضمان عدم إغفال نقطتين على الأقل في الخطة... كرامة وحرية الأوكرانيين".

دعوة للوحدة ورفض للسلام "المزيف"

دعا الرئيس الأوكراني مواطنيه إلى الوحدة الوطنية ووقف "الألعاب السياسية" الداخلية في مواجهة هذه التحديات غير المسبوقة. وحثَّ الجميع على تذكُّر الروح التي سادت في الأيام الأولى للحرب عام 2022، عندما اختار الشعب "المقاومة" بدلًا من الفرار.

وشدد «زيلينسكي» على أنَّ أوكرانيا بحاجة إلى "سلام حقيقي ومشرِّف"، وليس مجرد وقف لإطلاق النار قد يُمهِّد الطريق لغزو ثالث في المستقبل. وقال: "نحن بحاجة إلى الوحدة أكثر من أي وقت مضى حتّى يكون هناك سلام كريم في بيتنا".

يُذكَر أن الرئيس الروسي «فلاديمير بوتين» رحَّب بحذر بالخطة الأمريكية، مشيرًا إلى أنَّها "يمكن أن تشكِّل أساسًا لتسوية سلام نهائية"، بينما اتَّهم أوكرانيا وحلفاءها الأوروبيين بالتشبُّث بـ "أوهام" حول إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا.

وتتعهَّد أوكرانيا، بدعم من حلفائها الأوروبيين، بتقديم مقترحات بديلة للخطة الأمريكية، مع التأكيد على أنَّ أي حل يجب أن يضمن سيادة البلاد وأمنها المستقبلي.