وظلَّت حياة «باردو» ومسيرتها الفنية تحت الأضواء باستمرار، منذ الدور الذي صنع شهرتها الواسعة عام 1956، عندما جسَّدت شخصية الفتاة الجريئة والمُتحرِّرة في فيلم «وخلق الرَّب المرأة»، وصولًا إلى الجدل الذي أحاط بها في سنوات لاحقة بسبب مواقفها المثيرة للجدل، لا سيما تقاربها مع اليمين المتطرِّف الفرنسي، وتصريحات وُصفت بِـ «رهاب المثلية»، إضافةً إلى دعمها العلني لقضايا الدفاع عن حقوق الحيوانات.
وقد جعلها جمالها اللّافت للانتباه، الممزوج بجرأتها وتحلُّلها من القيود الاجتماعية السّائدة آنذاك، أيقونة فريدة للأناقة والجاذبية في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، غير أنَّ هذه الشُّهرة الواسعة حملت في طيّاتها أيضًا جوانب سلبية أثَّرت على حياتها الشخصية.
في هذا الصدد، وعلى الرغم من كل تلك المشاهد المروجة للسحاق والمالية الجنسية في أفلامها، لم تُعلن «بريجيت باردو» في أي مرحلة من حياتها انتماءها إلى المثلية الجنسية. وقد كانت حياتها العاطفية موضع متابعة إعلامية واسعة، وارتبط اسمها علنًا بعلاقات وزيجات مع رجال معروفين، بينهم المخرج «روجيه فاديم» والممثل «جاك شارّيه».
أما ما أثير في بعض الأحيان من شائعات أو تكهُّنات حول ميولها، فيندرج ضمن الفضول الصحفي الذي أحاط بنجمات عصرها، من دون أن يستند إلى تصريحات صادرة عنها أو إلى مصادر موثوقة.
وفي مقابلاتها وكتبها، لم تتناول «باردو» أي هوية جنسية مغايرة لما هو معروف عنها، فيما اتَّسمت مواقفها العلنية في مراحل لاحقة بطابع محافظ ومثير للجدل، خصوصًا في ما يتعلَّق بقضايا المثلية.
انسحابها من الوسط السينمائي
بسبب الضَّغط الإعلامي الهائل الذي رافقها منذ سن مبكِّرة، قرَّرت «باردو» في سبعينيات القرن الماضي الاعتزال المبكِّر للسينما، بعد مشاركتها في نحو خمسين فيلمًا. وفي مقابلة مع صحيفة «الغارديان» عام 2019، تحدَّثت عن مدى الاختناق الذي كانت تشعر به نتيجة ملاحقة المصوِّرين الفضوليين لها بشكل دائم، مؤكِّدةً على أنَّ قرار الابتعاد عن الأضواء كان مفيدًا لها.
وقالت آنذاك: «معظم الممثِّلات العظيمات انتهت حياتهن بطريقة مأساوية. عندما ودَّعتُ هذا العمل، وهذه الحياة المُترَفة المليئة بالبريق والإعجاب والسَّعي الدَّائم وراء الرَّغبة والبريق، أنقذتُ حياتي».

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق