البرلمان الأوروبي يرفض حجب الثقة عن فون دير لاين رغم الانقسامات السياسية - الإيطالية نيوز

إعلان فوق المشاركات

البرلمان الأوروبي يرفض حجب الثقة عن فون دير لاين رغم الانقسامات السياسية

البرلمان الأوروبي يرفض حجب الثقة عن فون دير لاين رغم الانقسامات السياسية

 الإيطالية نيوز، الخميس 10 يوليو 2025 – رفض البرلمان الأوروبي، الخميس، مذكِّرة حجب الثِّقة المقدمة ضدَّ رئيسة المفوِّضية الأوروبية «أورسولا فون دير لاين»، في تصويت أظهر هشاشة التحالفات السياسية داخل الأغلبية المؤيِّدة لها.


ورغم أنَّ نتيجة التصويت كانت متوقَّعة سلفًا، إذ تَطلَّب تمرير المذكرة تأييد ثلثي أعضاء البرلمان (أي 480 نائبًا من أصل 719)، فإنَّ الانقسامات التي سبقت الجلسة، حتّى داخل الجبهة اليمينية التي تقدَّمت بالمذكِّرة، أبرزت التحديات المتزايدة التي تواجهها «فون دير لاين». فقد صوَّت 360 نائبًا ضدَّ المذكِّرة، مقابل 175 لصالحها، فيما امتنع 18 نائبًا عن التصويت من أصل 553 حضروا الجلسة.


رمزية التصويت السياسية

يحمل التصويت طابعًا سياسيًا لافتًا، إذ كشف عن توتُّرات داخل الأغلبية المؤيِّدة لإعادة انتخاب «فون دير لاين»، والتي تضمُّ "حزب الشعب الأوروبي" (يمين وسط) الذي تنتمي إليه، إلى جانب الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين. وقد عبَّرت تلك الأطراف عن خيبة أملها من بعض مواقف «فون دير لاين»، لا سيما في ما يتعلق بتنازلات قدَّمتها لحزبها على حساب السياسات البيئية.


الغائب البارز عن جلسة التصويت كانت «فون دير لاين» نفسها، حيث كانت في روما تشارك في مؤتمر حول إعادة إعمار أوكرانيا بدعوة من الحكومة الإيطالية.


 وقد علَّقت على نتيجة التصويت عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي، معتبرةً الرَّفض "انتصارًا على قوى خارجية تسعى لزعزعة استقرارنا وتقسيمنا"، حسب تعبيرها.


وتحديدًا، قالت رئيسة المفوضية الأووبية في تدوينيها: “في لحظة من التقلُّبات العالمية وعدم اليقين، يحتاج الاتحاد الأوروبي إلى القوة، والرؤية، والقدرة على التحرُّك. نحن بحاجة إلى أن ينهض الجميع بمسؤولياتهم لمواجهة التحدِّيات المشتركة معًا. ففي الوقت الذي تسعى فيه قوى خارجية إلى زعزعة استقرارنا وتقسيمنا، فإنَّ من واجبنا أن نردَّ بما يتماشى مع قيمنا. شكرًا لكم... وعاشت أوروبا.

خلفيات المذكرة: فضيحة "Pfizergate"

تُعَدُّ هذه أوَّل مذكِّرة لحجب الثِّقة تُطرح ضدَّ المفوضية الأوروبية منذ عام 2014. وقد تَقدَّم بها النائب الروماني اليميني المتطرف «جورجي بيبيريا» من حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" (AUR)، المنضوي في كتلة "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين" (ECR).


وركَّزت المذكِّرة على ما عُرف إعلاميًا بـ"Pfizergate"، وهي الفضيحة المتعلِّقة بمفاوضات «فون دير لاين» الشخصية مع المدير التنفيذي لشركة "فايزر"، «ألبرت بورلا»، لتأمين نحو 1.8 مليار جرعة من لقاح كورونا عام 2021، والتي تضمنت تبادل رسائل نصية لم تكشف المفوضية عن فحواها بحجة فقدانها. وقد قضت محكمة العدل الأوروبية، في مايو الماضي، لصالح صحيفة "نيويورك تايمز" التي رفعت دعوى لإجبار المفوضية على نشر تلك الرسائل.


خلافات داخل التحالفات السياسية

سبق جلسة التصويت نقاش حاد يوم الإثنين، لم تُقدِّم فيه «فون دير لاين» أي تفاصيل جديدة بشأن القضية، مكتفيةً بالدِّفاع عن أدائها، مع توجيه اتِّهامات مباشرة لمُقدِّمي المذكِّرة بخدمة مصالح روسيا، واصفة «بيبيريا» بـ"المتطرف".


وقد تَحوَّل النِّقاش إلى مواجهة بين حزب الشعب الأوروبي وحلفائه الاشتراكيين والليبراليين، الذين أعربوا عن استيائهم من تماهي «فون دير لاين» المتزايد مع أجندة اليمين، خصوصًا في الملفَّات البيئية. ففي أكثر من مناسبة، صَوَّت حزبها إلى جانب كتل اليمين المتطرف، ما أثار مخاوف من نشوء أغلبية بديلة.


ورغم تهديدات من كتل "الاشتراكيين والديمقراطيين" و"تجديد أوروبا" بالامتناع عن التصويت، فإنَّهم اختاروا التصويت ضد المذكرة في اللحظة الأخيرة، بعد حصولهم على تَعهُّد من «فون دير لاين» بعدم المساس ببرامج الدَّعم الاجتماعي ضمن موازنة الاتحاد المقبلة (2021–2027)، وهو مطلب أساسي لهم.


مع ذلك، شهد التصويت غياب عدد من نواب الأحزاب الثلاثة المؤيِّدة لـ «فون دير لاين» (S&D، Renew، والخضر)، في مؤشِّر على استمرار حالة التململ داخل الأغلبية، التي تعدُّ الأضعف منذ عام 1993.


الموقف الإيطالي والانقسام داخل "المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين"

أظهرت المذكِّرة أيضًا انقسامات داخل كتلة "المحافظين والإصلاحيين"، التي تقدَّمت بها، بسبب مشاركة حزب "افراتيلّي دِ إيطاليا"، بزعامة رئيسة الوزراء الإيطالية «جورجا ميلوني»، في الكتلة ذاتها. «ميلوني»، التي تربطها علاقة عمل جيدة بـ «فون دير لاين»، وجدت نفسها في موقف حرج، لا سيما أنَّ حلفاءها مثل حزب "التحالف من أجل وحدة الرومانيين" الروماني و"القانون والعدالة" البولندي كانوا من أبرز داعمي المذكِّرة.


وخلال المناقشات، وصف النائب «نيكولا بروكاتشيني» من "افراتيلّي دِ إيطاليا" المذكِّرة بأنَّها "خاسرة" وتصُبُّ في مصلحة الأحزاب المؤيِّدة لأوروبا، معتبرًا أنَّ المفوضية الحالية أكثر يمينية من سابقتها، وبالتالي لا مصلحة لكتلته في إسقاطها. وصوَّتت أحزاب الائتلاف الحاكم في إيطاليا بطريقة متباينة: "فورتسا إيطاليا" صوَّتت ضدَّ المذكرة، "الرابطة" أيَّدتها، بينما امتنع "افراتيلّي دِ إيطاليا" عن المشاركة.


توتُّرات مرشَّحة للاستمرار

رغم محاولات التهدئة، استمرَّت التوتُّرات داخل الأغلبية. فقد وافق البرلمان، يوم الثلاثاء، بأصوات "حزب الشعب الأوروبي"، على تكليف كتلة "الوطنيين" اليمينية المتطرفة بقيادة التفاوض حول أهداف الاتحاد المناخية لعام 2040، وهي خطوة أغضبت الكتل التقدمية. كما رفضت الكتلة، الأربعاء، مذكِّرة تَقدَّم بها الاشتراكيون للحدِّ من صلاحيات هذا المفاوض، في إشارة إضافية إلى الصَّدع القائم داخل التحالف الحاكم في البرلمان الأوروبي.


وتُشكِّل هذه التطوُّرات مؤشِّرًا على استمرار التحدِّيات أمام «فون دير لاين» في ولايتها الثانية، وسط ضغوط متزايدة من حلفائها الحاليين وسعي أطراف اليمين المتطرِّف إلى تقويض تحالفاتها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

إعلان اسفل المشاركات

كن على أتصال

أكثر من 600,000+ متابع على مواقع التواصل الإجتماعي كن على إطلاع دائم معهم

نموذج الاتصال

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *

جرائم قتل النساء في إيطاليا